تتميز منطقة جازان بالكثير من الأكلات الشعبية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمناسبات مختلفة وعديدة لا تظهر الا في وقتها المحدد، ومن تلك الوجبات الشعبية اللذيذة (المحشوش) وهي أكلة ترتبط ارتباطا شديدا بالمواسم الكبيرة. ويعد المحشوش من اللحم وهي وجبة تحتاج لوقت كبير في طهوها وتتفنن النساء كبيرات السن في عملها إذ تقوم النساء بتقطيع اللحم قطعا صغيرة وكذا تقطيع الشحم من المواضع التي تكثر فيها الشحوم في الذبيحة، ثم يجمع اللحم والشحم في قدر معدني كبير ويتم وضع الإناء المعدني على الأثافي وهي عبارة عن حجرين كبيرين يوضع في وسطهما القدر المعدني بعد اشتعال النيران بين الحجرين بواسطة حطب شجرة السدر أو الشوكة كما يطلق عليها البعض، ثم تشتعل النار تحت القدر بشكل واسع وكبير حتى يذوب الشحم في الإناء مع اللحم ويتم مزجه بالبهارات مثل الهيل والحوائج والفلفل الأسود والكمون والقرفة والهرد (الكركم) وغيرها من أنواع البهارات الشعبية التي تضفي على وجبة المحشوش رائحة نفاذة جميلة ونكهة رائعة. ومن مميزات أكلة المحشوش أنها تحفظ اللحم لمدة طويلة قد تصل إلى عام كامل، وتحمي اللحوم من الفساد والتعفن، وتظل الأسرة تأكل وجبة المحشوش فترة طويلة من الزمن لأنها وجبة دسمة وثقيلة وغنية بالبروتين الحيواني