اصدرت المحكمة العامة في حوطة بني تميم صباح امس الاثنين ، حكمها الابتدائي في قضية الطفلة المعنفة "لمى" ، التي تعرضت لعنف اسري توفيت على اثره العام الماضي. واصدر القاضي حكمه في الحق العام بالسجن 8 سنوات والجلد 800 جلدة لوالد الطفلة (داعية سعودي) فيما قضى بالسجن 10 أشهر و150 جلدة للزوجة الاخرى لوالد الطفلة "العمّه". واعترض محامي المدعى عليهما على الحكم الذي سيتم رفعه خلال 30 يوما لمحكمة الاستئناف. وكانت المحكمة العامة قد اصدرت الاسبوع الماضي حكمها في الحق الخاص بالقضية بعدما تنازلت والدة الطفلة عن مطالبة القتل تعزيرا لوالد الطفلة والقصاص من زوجته ، مقابل دية قدرها مليون ريال. والقضية التي اشغلت الرأي العام ، وقعت احداثها العام الماضي ونشرت "سبق" تقارير متعددة عنها ، وتابعتها هيئة حقوق الانسان السعودية ، وكلفت محاميا للترافع فيها مع والدة الطفلة. المستشار القانوني ، المحامي المكلف من هيئة حقوق الانسان ، الاستاذ تركي الرشيد قال ل"سبق" ان المحكمة العامة اصدرت امس الحكم الابتدائي على الداعية وزوجته في الحق العام حيث حكم بالسجن 8 سنوات و 800 جلدة على الاب ، والسجن 10 اشهر و 150 جلدة على زوجته. واضاف " كانت المطالبة في الدعوى ، بالقصاص من الزوجة وقتل الاب تعزيرا ، ولكن خلال مجريات الحكم تنازلت والدة الطفلة مقابل دية قدرها مليون ريال وتم الحكم في الحق الخاص بالدية الاسبوع الماضي فيما صدر حكم الحق العام امس والذي قضى بالسجن والجلد". يشار الى ان تفاصيل قضية الطفلة المعنفة تعود الى استقبال قسم الطوارئ بمدينة الملك سعود الطبية من مستشفى حوطة بني تميم، الطفلة لمى البالغة من العمر خمس سنوات كحالة إسعافية، بتاريخ 30/ 4/ 1433ه، إثر اشتباه في تعنيفها، وتم استقبالها آنذاك من قبل فريق الإسعاف الطبي، فيما استدعيت الجهات المعنية في مباشرة حالات تعنيف الأطفال؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمثل تلك الحالات التي يصحبها اشتباه جنائي.
و كانت حالتها الطبية عند ادخالها في غيبوبة تامة وموصلة بجهاز التنفس الصناعي، مع وجود كدمات متفرقة مع ورم في الرأس نتيجة احتمالية إصابتها بجسم صلب، مع وجود آثار كدمات وحروق بأنحاء متعددة في الأطراف، وكذلك في الجسم، بما فيها منطقة العانة".
وبين الكشف حينها ان الطفلة تعاني من نزيف حاد تحت غشاء الدماغ، مع كدمة في الدماغ، ونزيف تحت العنكبوتية إثر إصابة شديدة في الرأس، وكسر في الفقرة الرابعة من الفقرات القطنية في منطقة الظهر، وكسر في الساعد الأيسر، وحروق وكدمات متفرقة بجميع أنحاء الجسم.
الطفلة ادخلت للعناية المركزة وإجريت لها عدد من العمليات العاجلة لإنقاذ حياتها ومعالجتها، منها "فتح الجمجمة لإزالة الضغط عن الدماغ، ومعالجة الكسور المتفرقة في الجسم، ومعالجة الحروق المتعددة في الجسم".
واستمر بعد ذلك علاجها بقسم العناية المركزة لمتابعة العلاج، وبعد مضي نحو ثلاثة أشهر تحسنت الحالة طبياً، وأصبحت تتنفس بشكل طبيعي عن طريق الأنبوب لمدة أربعة أشهر تقريباً.
وفي يوم 6/ 12/ 1433ه تعرضت الطفلة لارتفاع في درجة الحرارة والتهاب رئوي لم يستجب للعلاج، اضافة الى انخفاض حاد في ضغط الدم، تسبب في وفاتها رغم محاولات انقاذ حياتها. جثة الطفلة نقلت بعد ذلك للطب الشرعي بمدينة الرياض، حيث تم إثبات جميع الإصابات التي تعرّضت لها الطفلة المعنّفة ، ورفع تقريرٍ طبي قضائي سرّي للجهات المعنية، تضمن إجراء الفحوص وإثبات الإصابات.