قال المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا انه يأمل في السيطرة دون مقاومة على واحد من المعاقل الأخيرة المتبقية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي يوم الاحد بينما يواصل مسعاه لتأكيد السيطرة على جميع أنحاء البلاد. وخارج بلدة بني وليد الموالية للقذافي قال مفاوض من المجلس الانتقالي ان المحادثات انتهت. وقال المفاوض ويدعى محمود عبد العزيز لرويترز عند نقطة تفتيش على بعد 40 كيلومترا من البلدة الصحراوية "تم انجاز كل شيء بالامس وطلبوا منا امهالهم مزيدا من الوقت ومنحناهم بضع ساعات أخرى." وأضاف "اليوم باذن الله سندخل. وقع قتال الليلة الماضية. لقد بدأوا باطلاق النار علينا." وتابع عبد العزيز أن قوات المجلس الوطني الانتقالي المدعومة من حلف شمال الاطلسي تقف على بعد عشرة كيلومترات فقط من بني وليد وتتقدم ببطء ومستعدة لمهاجمة ما قال انهم يقدرون بنحو 100 من المقاتلين الموالين للقذافي اذا اقتضى الامر. واستطرد بينما كان أزيز طائرات الحلف الغربي يعلو في السماء "ننتظر الاوامر من قادتنا لدخول المدينة. لقد ابلاغناهم اننا قادمون. يجب على الجميع البقاء في المنازل. نأمل أن ننجز الامر دون اراقة دماء." وفي طرابلس بدأت الحياة في الشوارع تعود الى طبيعتها بعد القتال الذي دار في الشهر الماضي وعطلة عيد الفطر. وكانت حركة المرور كثيفة عندما تحسنت امدادات الوقود. وكانت المقاهي مزدحمة وفتحت المكاتب أبوابها لمزاولة العمل. وأعلن مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي خططا لوضع مقاتليهم المدججين بالسلاح تحت السيطرة ومحاولة دمج الالاف منهم في قوات الشرطة وايجاد وظائف لآخرين. وقال احمد دارات وزير الداخلية الليبي المؤقت للصحفيين ان المجلس لديه خطة ستعلن يوم الأحد لدمج ثلاثة الاف من المقاتلين في وزارة الداخلية وتدريبهم وتوظيفهم في اجهزة الامن الوطني. انه سيتم توفير وظائف للاخرين في الاعمال التجارية او البناء وسيسلمون اسلحتهم مشيرا الى ان الامر يحتاج الى وقت وتنظيم. وقال مسؤولون ان لديهم خططا لاعادة تدريب ودمج المقاتلين الموالين للقذافي. واقتربت القوات المناهضة للقذافي من سرت مسقط رأس القذافي لكنها تبدو مستعدة لمنح المزيد من الوقت للمفاوضات هناك. وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي أمس السبت في بنغازي بشرق ليبيا ان المجلس في موقف يمكنه من دخول أي مدينة لكن حرصه على حقن الدماء وعدم وقوع المزيد من الدمار في المؤسسات العامة دفعه لمنح مهلة مدتها أسبوع. وأضاف ان هذه فرصة لتلك المدن لاعلان انضمامها للثورة سلميا. ورفض متحدث باسم القذافي الذي يختبئ منذ سيطرة قوات المعارضة على طرابلس يوم 23 اغسطس اب الحديث عن الاستسلام وقال ان قادة القبائل القوية لا يزالون يؤيدون القذافي. وقال المتحدث موسى ابراهيم لرويترز يوم الجمعة في مكالمة هاتفية من مكان غير معلوم "اعرف بشكل كبير جدا انه (القذافي) موجود في البلد..هذا على وجه اليقين، وهو في مكان امن يحيط به رجال كثيرون مستعدون لحمايته." ورفض ابراهيم الذي قال انه لا يعرف مكان القذافي على وجه التحديد الحديث عن أن بني وليد على استعداد للاستسلام. وقال انه نفسه يتنقل حول "ضاحية جنوبية من طرابلس" مع سيف الاسلام ابن القذافي. وعلى خطوط الجبهة الامامية الى الشرق والغرب من سرت قال مقاتلون ايضا يوم السبت انهم مستعدون للتحرك. وقال قائد وحدة الى الغرب من سرت يدعى احمد "هناك لاجئون يخرجون من سرت أبلغونا بأنه لا يوجد طعام أو وقود أو مياه أو كهرباء في المدينة. عائلات القذافي تجبر المدنيين على الانصياع لهم. انهم يسيئون معاملة الناس. كثير من الناس غاضبون وفاض بهم الكيل." ولم ترد روايات مستقلة من سرت وبني وليد وسبها في أعماق الصحراء لان الاتصالات قطعت فيما يبدو. ودعت اللجنة الدولية للصليب الاحمر كل الاطراف الى حماية المدنيين والسماح للجنة بتقديم مساعدات الى سرت.