تمكنت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي من الوصول الى مدينة بني وليد، إحدى المدن الأربعة المتبقية التي لا تزال تحت سيطرة العقيد القذافي. ووقعت مناوشات في ضواحي بني وليد، وأصبحت تلك القوات على بعد نحو كيلومترين من وسط المدينة. ويقول المقاتلون المناوئون للقذافي إنهم لم يشنوا هجوما شاملا على مدينة بني وليد، ولكن لم يكن أمامهم خيار إلا بالدخول الى المدينة بعد تعرضهم للهجوم. وقال المهاجمون إنهم شاهدوا سبعمائة مقاتل تقريبا من مؤيدي القذافي وهم من الذين كانوا قد منحوا موعدا نهائيا للاستسلام يوم السبت. وقال مسؤول رفيع في المجلس الوطني الانتقالي لوكالة رويترز للأنباء أن قواتهم تقاتل القناصة الموالين للقذافي شمالي المدينة، وأنهم دخلوها أيضا من الجهة الشرقية. وكان شهود عيان قد قالوا في وقت سابق إن زخات من صواريخ غراد أطلقت على مواقع للمجلس الوطني الانتقالي شمال بني وليد وشرق سرت مسقط رأس القذافي. وأفاد ريتشارد غابلين مراسل بي بي سي الموجود قرب بي وليد إنه شاهد أعمدة دخان تتصاعد من المدينة وسيارات إسعاف تهرع إلى مواقع مقاتلي المجلس الانتقالي لنقل الجرحى إلى مستشفيات قريبة. وحمل مقاتلو المجلس عشرات الصناديق من القذائف الصاروخية وقذائف الهاون وهرعوا الى الجبهة. وكان المجلس الانتقالي قد سعى خلال الأيام الماضية للتوصل إلى حل سلمي عبر المفاوضات مع زعماء قبليين لإقناع كتائب القذافي بتسليم آخر معاقله مدن سرت وبني وليد والجفرة. ومنح المجلس الانتقالي مهلة لأنصار القذافي للاستسلام تنتهي يوم السبت وإلا سيواجهون هجوما عسكريا شاملا. وفي نقطة تفتيش لقوات المجلس الانتقالي على بعد نحو 30 كيلومترا من بني وليد قال مقاتلون إنهم أسروا عددا من الموالين للقذافي. وقال أحد المقاتلين إن قوات القذافي تمنع سكان بني وليد من مغادرتها، وأكد أن سكانها لا يجدون الطعام او الماء او الوقود وأن قوات القذافي تطلق النار في الهواء لإرهابهم ومنعهم من المغادرة. كما أعلن أحد قادة قوات المجلس الانتقالي أن رجاله يستعدون لهجوم قد يبدأ السبت بعد نهاية مهلة الاستسلام.