تنبأت بموهبة ياسر القحطاني وعلاقتي به أخوية لن أبوح بأسباب خطئي في لقاء الهلال والعين الإماراتي أدين بالفضل لله ثم للتلفزيون السعودي في إظهار موهبتي المعلقون الخليجيون يصرون على إرهاق المشاهد
حوار : حامد العلي – سبق- الدمام : علق على ألف مباراة.. ولن تكفي ألف كلمة لاختصار مشواره الرياضي، وارتبط صوته في أذهان الكثيرين ببطولات الأندية السعودية ونهائيات كأس العالم. "محمد البكر" موهبة سعودية سجلت حضوراً واسعاً في عدد من الفضائيات العربية، وخاض مشواراً طويلاً في مجال الإعلام الرياضي استمر لأكثر من عشرين عاماً، انتهى بقرار اعتزال مبكر، وصفه هو بأنه خطوة حكيمة للاحتفاظ بكرامته، بينما رآها محبوه خسارة لموهبة من النادر أن تتكرر. المعلق السابق والرياضي المخضرم، محمد البكر، قال في حوار مع "سبق" أن هناك من دفعه لاتخاذ قرار الاعتزال، في محاولة لاختصار مشواره الرياضي الطويل، مشيراً إلى أنه هو أول من تنبأ بمستقبل باهر لمهاجم المنتخب السعودي ونادي الهلال ياسر القحطاني . فضلاً عن ذلك كشف البكر عن العديد من الأسرار والمعلومات التي تخص الوسط الرياضي السعودي وفيما يلي نص الحوار:
*في البداية نود الاطمئنان على وضعك الصحي الحالي.. - الحمد الله، أنا بخير وعافية بعد الوعكة الصحية التي ألمت بي. *بعد 20 عاماً قضيتها معلقاً رياضياً متألقاً عبر شاشات القنوات العربية.. كيف كانت هذه التجربة.. ومن اكتشف البكر معلقاً؟ - تجربتي مع التعليق الرياضي تجربة مثيرة، وكأي تجربة فيها الحلو وفيها المر، لكنني أعدُّ هذه التجربة نقطة تحوُّل في حياتي، فقد غيرَّت أشياء كثيرة في شخصيتي الإعلامية، والحقيقة أنني اكتشفت نفسي بنفسي وقاتلت وصبرت سبع سنين عجاف إلى أن جاء الفرج فانطلقت .
* ارتكبت خطأ فادحاً أثناء تعليقك على مباراة الهلال والعين الإماراتي، هل ندمت على ذلك الخطأ، وما الذي دفعك إليه؟ - قضية العين لها ظروفها، وأقول أولاً، وبغض النظر عن تلك الظروف، فإنني"نادم نادم نادم" ولكن تأكد أن هناك أسباباً وراء ما حدث، ولكنني لا أستطيع البوح بها، فأنا التزمت بكلمة لن أحيد عنها، وقد ظلمني بعض الناس كثيراً دون أن يعلموا ما الذي حدث بالضبط . تأكد، لو لم تكن هناك ظروف أكبر من المباراة وحكمها، لم أكن أستطيع الاستمرار في التعليق بعد تلك الواقعة .
* ولكن، ما الذي دفعك لاتخاذ قرار الاعتزال؟ - تسألني ببساطة لماذا قررت الاعتزال .. والجواب في مضمون سؤالك، فهناك من أراد اختصار مشواري الطويل في بعض المباريات الضعيفة، وكأنهم يخيرونني بين كرامتي أو هوايتي، فاخترت كرامتي وقررت الخروج مرفوع الرأس، كما بدأت أول مرة .
* برأيك ما مدى حاجة المعلق الرياضي السعودي لتطوير نفسه وكفاءته.. وكيف يتسنى له ذلك؟ - التعليق موهبة، والمعلق المبدع يستطيع تطوير قدراته وكفاءته من خلال الممارسة والتجربة والقراءة والاطلاع، لكن أين الموهبة في التعليق الرياضي السعودي هذه الأيام؟ * في مشوار 20 عاماً، ما أجمل مباراة قمت بالتعليق عليها ؟ - أول مباراة علقت عليها كانت بين إنجلترا والأرجنتين، وكانت مباراة خيرية، وتلك المباراة نقلتني في لمح البصر من الثرى للثريا . * ما المباراة التي ما زلت تحلم بالتعليق عليها؟ - علقت في معظم القنوات الفضائية وحصلت على نصيب الأسد للتعليق على مباريات الختام التي يشرفها ولاة الأمر يحفظهم الله، ونلت شرف التعليق على معظم البطولات التي حققها منتخبنا الوطني، وكنت حاضرا في 3 نهائيات لكأس العالم، وعلقت على المباريات النهائية فيها، وارتبط صوتي ببطولات الأندية السعودية, فهل بعد ذلك كله توجد مباراة أحلم بالتعليق عليها، لقد تحققت كل أحلامي والحمد لله . * يقال أنك تنبأت لياسر القحطاني بمستقبل باهر، عندما كان في بدايته الكروية، وراهنت على ذلك، ما صحة هذا التنبؤ؟ - ياسر هو ابن مدينتي (الخبر) وفعلاً تنبأت له وحتى عندما كان يتعثر كنت أقول له إنها كبوة جواد، وكانت نظرتي في محلها، ولأن ياسر ابن الكرام فهو لا يزال يقدرني كأخ كبير له .
* خرج جيل جديد من المعلقين.. فمن يعجبك منهم؟ - عبد الله الحربي، ويوسف السلطان، وجعفر الصليح، هم أفضل المعلقين الشباب .
* هل لا يزال التلفزيون السعودي منبعاً للمعلقين كما كان منذ عشرات السنين؟ - للتلفزيون السعودي فضل كبير على كل المعلقين السعوديين، حيث تتاح الفرص للشباب السعودي، أما القنوات الفضائية فهي تريد المعلق الجاهز، لهذا فالفضل بعد الله لتلفزيون المملكة . * كيف تقيِّم المشهد الإعلامي الرياضي بالمملكة في وقتنا الحالي؟ - لا يزال ساحة لتبادل الإساءات، وهو مشهد غير بعيد عن حالة الطقس هذه الأيام غير مستقر ومثير للزوابع وقاتم حتى السواد . * ما رأيك بكرة القدم السعودية في عصرها الجديد، وكيف تقارنها بالزمن الماضي؟ وهل لا يزال عبق السنوات الماضية موجوداً في ملاعبنا إلى الآن؟ - الكرة السعودية ولادة نجوم، ففي كل موسم تبرز لنا أسماء في كل المراكز، ما يعني أن الكرة السعودية ما زالت في عافيتها، لكنها تعاني ضغط المباريات، وتداخل المسابقات، وكثرة المشاركات الداخلية والخارجية، فيضيع الأهم لأجل المهم . أما عبق الماضي فلا نشعر به الآن، لأننا لم نذق طعم البطولات منذ زمن، ولم نعد نرى دمعة لاعب هزته خسارة منتخب بلاده، ذلك الزمن أجمل بكثير.
* من يعجبك من الفرق المحلية؟ - في الوقت الحالي يعجبني بالتأكيد (الهلال) فهو الناضج احترافياً، المستقر إدارياً، المليء بالنجوم والمواهب . * هل التعليق الرياضي مجال يمكن تدريسه، أم هو موهبة؟ - التعليق فن, والفن لا يمكن تدريسه، فهو موهبة يمكن تطويرها وصقلها وتحسينها . * من أفضل معلق في الوطن العربي برأيك؟ - للأسف فقد أصبح معلقو الخليج ينتمون لمدرسة واحدة، هي مدرسة (اللا سكوت) فالمعلق لا يريح ولا يستريح، ولهذا فقد الخليج المدارس المتنوعة التي شكلها الرواد . وإذا كان لابد من الاختيار فإنني أعتقد أن المعلق الأردني خالد الغول والمصري علي محمد علي هما أفضل المعلقين العرب في وقتنا الحاضر . * - هل من الممكن رفع مستوى مباراة بين فريقين ضعيفين فنياً؟ - مستحيل، فالناس تشاهد، ولا يمكن أن تنفخ في "قربة مقطوعة" كما يقول المثل الشعبي .
* هل هناك سؤال تتمنى لو سألناه لك؟ - لو سألتني عن طعم البداية والنهاية لقلت لك إن طعم البداية كان كالعسل الصافي، أما النهاية فقد كان كالعلقم، لأن الأوفياء تساقطوا عند خط النهاية، فغادرت الساحة راضياً عن نفسي، مقهوراً من بعض من خذلوني دون وجه حق . - إضافة أخيرة .. كلما تذكرت صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد، دمعت عيناي، وكلما أخذتني ذاكرتي للثمانينيات، حيث انتصارات الكرة السعودية، زاد حنيني لذلك العصر الذهبي والنجوم الكبار، كم أتمنى أن يعود ذلك الزمن الجميل.
- محمد البكر في سطور - محمد علي البكر - من مواليد 1956م - بكالوريوس إدارة أعمال - يعمل حالياً نائباً لرئيس تحرير جريدة اليوم - لديه 4 بنات، ويلقب ب "أبو البنات" - علق على أكثر من ألف مباراة