تنامت ظاهرة التسول في تهامة عسير بأشكال متعددة وتطورت حتى امتهنها العديد من المخالفين المجهولين ولا سيما في الشهر المبارك رمضان قبيل عيد الفطر السعيد. وقال مواطنون ل"سبق" إنه من الضرورة بمكان افتتاح مكاتب للتسول بمنطقة تهامة عسير لمواجهة الأعداد المتزايدة لتك الفئة التي تنتشر في أماكن عديدة.
وذكر المواطن علي أحمد البارقي أن تنامي ظاهرة التسول وازديادهم عاماً بعد آخر يعد مؤشراً خطيراً وهاجساً لدى المواطنين. وأضاف أن طرقهم معروفة وبخاصة في شهر رمضان، مؤكداً أنه فوجئ بطرق باب منزله قبيل أذان صلاة المغرب بقوة فظن أنه خطر أحاط به ولكنه فوجئ برتلٍ من المتسولين وأبنائهم مما زاد من مخاوفه على أسرته أثناء خروجه من المنزل.
أما عبدالله علي فقال: "لا يكاد يخلو مسجد أو إشارة مرورية أو بقالة أو صراف آلي من المتسولين وبشكلٍ منظم واحترافي مما يشكّل منظراً غير حضاري". وأضاف أنها أصبحت ظاهرة مألوفة لدى الأهالي ولم تر الحلول لاجتثاثها من قِبل الجهات المسؤولة نظراً لإسناد مهمة القبض عليهم في تهامة عسير لمراكز الشرطة التي تتنصل بحجة أن القبض عليهم يقع ضمن مهام مكاتب مكافحة التسول التي أنشأت لمثل هذا الغرض.
وقال محمد حسن الشهري من قاطني محافظة المجاردة: "لم تعد تفلح محاولات المتسولين القديمة في استجداء واستعطاف المواطنين كالقصاصات الورقية المذيلة بأختام غير واضحة أو الصكوك المزورة فلجؤوا إلى طرق جديدة منها على سبيل المثال بيع أرز صدقة العيد التي يتم الاتفاق مع تاجر سوبر ماركت لشرائها منهم بعد أخذها من المواطنين في عملية تدوير مستمرة وبسعر زهيد.
ووافقه عبدالله صالح الشهري الذي وصف موقف أحد المتسولين بالاحترافي عندما طلب منه نقوداً صدقة فلم يجد إلا مائة ريال فأجابه بأنه سيصرفها له ويمكنه بعد ذلك إعطاءه المقسوم. وأضاف أن المتسولين لا يقبلون بالطعام والأرزاق البتة ولا يرغبون إلا بالنقود دليل على أنهم غير محتاجين أو مساكين.
وقال علي سعيد إنه يشاهد المتسولين يقومون بتنظيف زجاج السيارات الأمامي عند الإشارات أو الأسواق وكثير من السائقين تأخذهم الشفقة فيعطونهم مبلغاً مالياً شفقة على حالهم دون القيام بعملهم.
وعن كيفية دخوله إلى السعودية ووصوله لمحافظات تهامة عسير قال الطفل اليمني "رائد" "12 سنة" بلا تردد: "عن طريق المهربين". وبيّن أنه جاء وسبع أسر يمنية أخرى تم توزيعها على محافظة محايل عسير وبارق والمجاردة.
وعن المدة التي يقضونها قبل رجوعهم إلى موطنهم قال إنه لا يعرف شيئاً عن ذلك. وعن تخبئة الفلوس التي يجمعونها عن طريق التسول قال إنه بعد جمع "الغلة" اليومية يسلمها إلى أمه ولا يعرف بعد ذلك طريقها. وأكد أنه يحصل يومياً على مبالغ تتراوح من 120 إلى 350 ريالاً.
وقال "صالح" اليمني أحد المتسولين إنه وافق على إعطاء أحد المهربين مبلغ 1500 ريال لوصوله إلى محايل عسير وسيبقى فيها حتى أواخر شهر رمضان المبارك.
وأضاف أن هذه هي المرة الثانية التي يأتي فيها من بلاده للتسول في رمضان، وأشار إلى أنه يجني يومياً ما يقارب 200 إلى 400 ريال وأنه يقوم بتغيير المواقع يومياً خوفاً من الملاحقة.
وعرضت "سبق" الموضوع على الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان فقا: "مقولة أن الشرطة لا تقبض على المتسولين غير واقعية".
وأضاف أن هناك حملات بالتعاون مع مكافحة التسول تشارك فيها الدوريات الأمنية والتحريات ومن يثبت بأنه سعودي يسلم لمكافحة التسول وغير السعوديين من مخالفي نظام الإقامة يسلمون للجوازات بحكم الاختصاص.
وأظهرت دراسة علمية أن ظاهرة التسول في السعودية شهدت زيادة مستمرة وارتفاعاً مطرداً خلال السنوات الأخيرة، مرجعة الأسباب الرئيسية في بروز هذه الظاهرة إلى تزايد المتسللين عبر الحدود، والتخلف بعد أداء الحج والعمرة، محذرة في الوقت نفسه من آثاره السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.