طالب المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كِبار العلماء الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، الجميع بالعناية والحرص على نعمة الأمن والاستقرار والطمأنينة والرفاهية، التي نعيشها، ودعا إلى تقييد هذه النعمة والتمسُّك بها من خلال شكر الله عليها أولا، وإلى التعاون مع ولاة الأمر في كل ما يتعلق بالمحافظة عليها. وشدّد "المنيع" على ضرورة الاتعاظ والنظر في أحوال ومآل العابثين بأمنهم واستقرارهم من حولنا، وقال في اللقاء المفتوح الذي عُقد بمصلى وقف الملك عبد العزيز للحرمين الشريفين المقابل للمسجد الحرام، ضمن برنامج "الصيد العزيز من وقف الملك عبد العزيز": "نعمة الأمن من أجلّ النعم وأعظمها، والأمن في الأوطان والاستقرار والرخاء من النعم التي يجب علينا العناية بها، فالله - سبحانه وتعالى - يقول: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" والله - سبحانه وتعالي - يقول "فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا"، فعلينا يا إخواننا ان نقيّد هذه النعم التقييد الكامل فيما يتعلق بالعناية بها والتقرّب الى الله، في أن يرضى عنّا الرضا الذي من شأنه أن تزيد هذه النعم وتقييد هذه النعم قال تعالى "لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد".
وأضاف "المنيع": "فعلينا أن نعتني بهذا الشيء وعلينا أن نفخر ونعتز ونشكر الله على ما أنعم الله به علينا من نعمة الأمن ونعمة الطمأنينة والارتياح، فكل واحدٍ منا آمنا في بيته، آمناً في مجتمعه وفي بلده مستقراً فيه مطمئناً على رعاية حقوقه فيما يتعلق بدمه عقله ونسله وعرضه، وحتى يكون لنا مزيد من العناية بنعمة الأمن ينبغي لنا أيضاً النظر إلى مَن حولنا لإخواننا الذين كان منهم ما كان من العبث بأمنهم واستقرارهم ورفاهيتهم، حتى وصلوا مع الأسف الشديد إلى ما وصلوا اليه.
وشرح "المنيع" العناية التامة بنعمة الأمن بقوله: "تكون بامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه حتى يكون لنا اطمئنانٌ وأملٌ وثقة بأن يستمر لنا هذا الأمن وهذا الاستقرار، والعناية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون" مشيراً إلى أن الخطاب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشمل جميع المسلمين وليس مختصاً بفئةٍ معينة بحسب الحديث الشريف عن رسول - صلى الله عليه وسلم "غيّر المنكر بيدك، فإن لم تستطع فبلسانك، فإن لم تستطع فبقلبك، وذلك أضعف الإيمان".
وقال "المنيع": "لا شك أنه حينما يكون منا أقلّ مرحلة من مراحل تغيير المنكر وهو تغييره بالقلب، فحينما أغيّر المنكر بقلبي وأنت تغيّر المنكر بقلبك والآخر وهكذا لا شك أن المنكر في الواقع يكون في مجالٍ ضيقٍ جداً، وهذا لا شك أنه سببٌ من أسباب سعادتنا وأنسنا وارتياحنا، وينبغي أن يكون معنا ولدينا تعاونٌ مع ولاة أمورنا فيما يتعلق بالعناية بأمننا، وأقسم فضيلته قائلاً: "والله يا إخواننا إذا اضطرب الأمن، صحيح الولاة سينالون ما ينالون من الاضطراب، لكن والله يا أخي سيكون أنت وجارك وابن عمك وأخوك وولدك ووالدك وأمك واختك كلّهم مما سينالون ما ينالون من اضطراب الأمن، فعلينا يا إخواننا أن نعتني بالأمن عناية تامة".
يُشار إلى أن اللقاء المفتوح مع الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع، يأتي ضمن منظومة "البرامج الدعوية بمنطقة الحرم": "نفحات من رحاب الحرم"، و"صفوة الكلام من جوار البيت الحرام"، و"الصيد العزيز من وقف الملك عبدالعزيز"، التي ينظمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بفرع أجياد، بالتعاون مع مركز الدعوة والإرشاد بمكة المكرّمة خلال شهر رمضان المبارك يومياً عقب صلاة العصر في مصليات "وقف الملك عبد العزيز"، و"شركة مكة"، و"أبراج الصفوة " المجاورة للمسجد الحرام، وتقوم على رعايتها رسمياً مؤسسة "الراجحي الخيرية"، وإعلامياً "الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم".