اشتكى عدد من المواطنين من قيام طبيب وطبيبة في مستشفى الزلفي العام باستئصال ثلاثة "أرحام" لنساء أدخلن المستشفى لأجل الولادة، وذكروا أن الطبيب "ص" استأصل رحمي مواطنتين خلال 24 ساعة، فيما قامت الطبيبة "ع" في استئصال رحم مواطنة ثالثة، أول من أمس، بعد ستة أيام من الحالتين الأوليين. "سبق" زارت ضحايا تلك الحوادث المؤلمة ووقفت على أحداثها، حيث التقت المواطن أبو سلطان ولي إحدى المواطنات المتظلمات، والذي تحدث عن قضيته قائلاً: "دخلت زوجتي المستشفى يوم الثلاثاء 7 رمضان، وبعد إجراء الفحوصات قرر الطبيب "ص" ضرورة إجراء عملية قيصرية لاستخراج الجنين بدعوى نزول ماء من الرحم رغم تأكيد المستشفى بأن موعد الولادة تبقى عليه 20 يوماً، فطلبت منهم أخذ أشعة ثانية وحضوري شخصياً لرؤية الأشعة، فتم تحقيق طلبي، إلا أنني رفضت إجراء العملية بادئ الأمر، وطلبت خروجها من المستشفى على مسؤوليتي". وأضاف: "ما كان من الطاقم الطبي إلا أن رفض خروجها من المستشفى وأفهموني أن حالتها الصحية لا تسمح لها بالخروج من المستشفى، وأن خروجها خطر عليها وعلى جنينها ونصحوني بالموافقة العاجلة على إجراء العملية القيصرية، فوافقت بعد إلحاحهم المتكرر على إجراء العملية". وتابع: "بعدها قالوا لي إن العملية ستجرى بعد العشاء ثم أجلوها بعد منتصف الليل ثم قرروا أن تكون بعد الفجر إلا أنهم لم يجروا العملية إلا الساعة الحادية عشرة من يوم الأربعاء 8 رمضان، واستمرت العملية أربع ساعات متواصلة". وقال: في هذه الأثناء قمت بالتواصل مع المستشفى لأستفسر عن حالة زوجتي، إلا أنني لم أعط أي علم عن حالتها أو حالة جنينها، مما اضطرني للقدوم للمستشفى لأطمئن على صحتها، وبعد انتظار طويل وإلحاح مستمر حضر الطبيب "ص" وقال لي: "العملية صعبة واستأصلنا الرحم بسبب أن المشيمة أكلت الرحم وسوف تأكل المثانة!!". وختم أبو سلطان حديثه بقوله: "زوجتي الآن ترقد بالعناية المركزة تفيق تارة وتدخل في غيبوبة تارة أخرى بسبب تلك العملية، رغم أنني لم أوقع على عملية استئصال رحمها". وأكد على مناشدته المسؤولين تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في القضية وتحديد المتسبب في معاناة زوجته وحرمانها من الإنجاب إلى الأبد. أما المواطن "عبد اللطيف العنزي" (الذي تعرضت زوجته لاستئصال رحمها بعد 24 ساعة من الحادثة الأولى وبيد الطبيب نفسه) فقد قال عن حالة زوجته: "أدخلت زوجتي قسم الولادة بالمستشفى في يوم الثلاثاء 7 رمضان، وهي بصحة جيدة وبشرني الأطباء أن المؤشرات تؤكد أن ولادتها طبيعية لكون الرحم مفتوحاً 9 سم، بعدها أدخلت غرفة الولادة وبعد صلاة الظهر أفادوني بضرورة إجراء عملية قيصرية لتعسر الولادة، وفعلاً تمت العملية، إلا أن المفاجأة أن يأتي الطبيب بعد عملية الولادة قائلاً: "لابد من إجراء عملية استئصال الرحم لأجل إنقاذ حياة المرأة، وفعلاً تمت عملية استئصال الرحم لتنقل زوجتي فوراً للعناية المركزة مع طفلها". وأضاف: "والآن أناشد الوزارة في التحقيق في أسباب استئصال رحم زوجتي وحرمانها من الإنجاب علماً أنها الولادة الأولى لها وعمرها لم يتجاوز 22 عاما".ً أما الضحية الثالثة فكانت لمواطنة تم استئصال رحمها أول من أمس الثلاثاء 14 رمضان من قبل الطبيبة "ع" التي تعمل بالقسم نفسه بمستشفى الزلفي العام. "سبق" بدورها اتصلت على الناطق الإعلامي بصحة الرياض سعد بن مسفر القحطاني، وذكرت له شكوى المواطنين، فطلب مهلة للتحقق من تلك القضايا، وبعد ساعات أكد صحة استئصال المستشفى لأرحام ثلاث نساء خلال أسبوع، وبيَّن أن المستشفى شكلت لجنة للنظر في تلك القضايا. كما أوضح أن الوزارة تفاعلت مع اتصال "سبق" بشأن شكاوى أولئك المواطنين، وأنها سترسل اليوم (الخميس 16 رمضان) لجنة متخصصة من عدة جهات في الوزارة للتحقيق العاجل في تلك الوقائع، وقال: "إن الوزارة تحث كل مواطن على المطالبة بحقوقه التي كفلها له النظام، وتسعى دائما للوقوف على تلك القضايا بكل شفافية وحيادية".