اكتفت الهيئة الطبية الشرعية في الجنوب بإنذار طبيب استأصل رحم امرأة في العشرينيات من عمرها، في مستشفى ظهران الجنوب، ودون علمها، أو أخذ رأي زوجها. وأصدرت الهيئة حكمها في القضية بعد عامين من المداولات والتحقيق، إذ صرفت النظر عن دعوى المرأة حية ناصر، كون عملية استئصال الرحم غير المنقبض كان إنقاذا لحياتها، فيما الإنذار كان نتيجة تأخر الطبيب في إبلاغ الأخصائية، التي تأخرت في الحضور لإجراء العملية. وأفاد الحكم، أنه من حق المدعي والمدعى عليه الاحتفاظ بحق التظلم أمام المحكمة الإدارية، في حالة عدم القناعة بمضمون القرار خلال فترة لا تزيد عن 60 يوما. واعترض زوج المواطنة جابر جدبان على الحكم، واصفا إياه بأنه «غير منصف»، مطالبا بتعويضه من الذين تسببوا في استئصال رحم زوجته دون علمها أو أخذ رأيه في الموضوع، وإفقادهما حق الإنجاب مدى العمر. وفي العودة إلى تفاصيل القضية يقول جدبان: نقلت زوجتي إلى مستشفى ظهران الجنوب منتصف شهر شوال من عام 1429ه، لتضع مولودها الأول، وبالفعل تمت الولادة بشكل طبيعي، لكنني فوجئت في اليوم التالي أن المستشفى أجرى لها عملية استئصال للرحم دون موافقتها ودون علمي، كما لم يتم إخطاري بأن حالة زوجتي تستدعي مثل هذه العملية. ويتابع الزوج: ناقشت الموضوع مع مسؤولي المستشفى، وذكروا أن زوجتي تعرضت لنزيف شديد بعد الولادة، واضطر الأطباء لاستئصال الرحم، على حد تعبيرهم، لذا تقدمت بشكوى للجهات المعنية، مطالبا فيها بمحاسبة من تسببوا في هذه الكارثة لي ولزوجتي التي أصبحت غير قادرة على الإنجاب إلى الأبد، نتيجة تسرع بعض مسؤولي المستشفى. من جانبه، ذكرت إدارة مستشفى ظهران الجنوب في تقرير طبي (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) أن الأطباء استأصلوا رحم زوجة جابر جدبان، إثر حدوث نزيف لها بعد الولادة، نتيجة ارتخاء الرحم، ما عرض حياتها للخطر. وبحسب التقرير، فإن المستشفى اتصل على زوج المريضة لإخطاره بحالتها، إلا أن هاتفه كان مغلقا، ما اضطر الفريق الطبي لإدخال المريضة إلى غرفة العمليات، بعد تكوين لجنة طبية مكونة من المدير الطبي ورئيس قسم الولادة، والأخصائية المناوبة، وأزالوا الرحم لإنقاذ حياة المريضة، رغم أنها لم تعد قادرة على الإنجاب.