أبدى قيادي بجماعة الإخوان المسلمين في مصر استعداد الجماعة للقبول بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة شرط عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم. وقال القيادي في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، محمد البلتاجي "يمكننا أن نقبل إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو حتى استفتاء على بقاء مرسي، ولكن انطلاقاً من الشرعية".
وأوضح في مقابلة مع "إفي" أن الشرعية تتضمن "عودة الرئيس المنتخب ومجلس الشورى والدستور" الذي تم تعليق العمل به منذ الإطاحة بمرسي في الثالث من الشهر الجاري.
وقام الجيش بعزل "مرسي" إثر مظاهرات حاشدة بدأت في 30 يونيو الماضي في مختلف أنحاء البلاد للمطالبة برحيله هو وجماعة الإخوان المسلمين عن سدة الحكم.
وتولى رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور رئاسة البلاد لفترة انتقالية يتم خلالها وضع خارطة طريق للبلاد تشمل تعديل الدستور الذي تم إقراره في 2012 وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وكلف عدلي منصور الخبير الاقتصادي حازم الببلاوي بتولي منصب رئيس الوزراء للفترة المقبلة، وهي التحركات التي رفضها بشدة الإخوان المسلمون الذين خرج منهم الرئيس المعزول محمد مرسي.
واستبعد "البلتاجي" خلال المقابلة أن تكون هناك مفاوضات في الوقت الحالي من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية، مؤكداً أن هذه المفاوضات يجب أن تتم "تحت مظلة الشرعية وليس الانقلابيين".
ونفى القيادي في الحرية والعدالة أن يكون حازم الببلاوي أجرى أي محادثات مع جماعة الإخوان المسلمين من أجل تشكيل حكومة رغم استعداد رئيس الحكومة لعرض وزارات على الجماعة.
وأضاف "لا أفهم كيف يمكن ل"ألببلاوي" أن يدعو الإخوان المسلمين للمشاركة في تشكيل حكومة بينما نظامه يتهمنا بأننا قتلة"، مديناً في الوقت ذاته الاعتقالات الأخيرة التي صدرت بحق عدد من القياديين الإسلاميين وأوامر أخرى بالضبط.
يذكر أن "البلتاجي" مطلوب للعدالة مع تسعة آخرين من الإخوان على رأسهم مرشد الجماعة محمد بديع بتهمة التحريض على العنف الذي أسفر الاثنين الماضي عن مقتل 51 شخصاً معظمهم ينتمون للتيار الإسلامي أمام دار الحرس الجمهوري.
وأكد "البلتاجي" أن "الدعوة للذهاب إلى الدار (الحرس الجمهوري) لتحرير الرئيس المنتخب ليس جريمة"، مصراً على أن قوات الجيش هي التي "ارتكبت مذبحة بحق المتظاهرين وقت الصلاة"، وهي الواقعة التي ذكرت القوات المسلحة بشأنها رواية أخرى مفادها أن عناصرها تعرضت لهجوم من جماعات مسلحة مما اضطرها لفتح نيرانها.
وكرر القيادي الإخواني وسط المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية تأييداً للرئيس المعزول، أن محمد مرسي "مختطف" وأن هناك مسؤولين آخرين معتقلون "بدون تهم".
ولا يقف الإخوان المسلمون وحدهم في معسكر الرافضين للوضع القائم في مصر، حيث يشكلون جزءاً من الائتلاف الوطني لحماية الشرعية الذي يضم أحزاباً إسلامية أخرى مثل الوسط والأصالة والفضيلة والإصلاح.
وفي خضم الأزمة السياسية الراهنة تدهورت الأوضاع في سيناء بشدة، حيث وقعت مزيد من الهجمات على نقاط أمنية وعسكرية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وتضاف هذه الاعتداءات إلى العمليات التي وقعت قبل أشهر ونفذتها جماعات إسلامية أصولية وقبائل بدوية في سيناء.
ويرى "البلتاجي" أن تراجع الأمن في شبه جزيرة سيناء سببه الانقلاب، ولم ينسب أي مسؤولية عن ذلك للجماعات المناصرة للإسلام السياسي، مديناً في الوقت نفسه الهجمات ضد قوات الجيش ومطالباً بعودة الأمن كي تعود الحياة إلى طبيعتها في مصر.