يهدد الدخان السام المحمل بأول أكسيد الكربون المميت المنبعث من مرمى نفايات شرق محافظة أبو عريش اندلعت فيه النيران قبل أكثر من شهر حياة المئات من سكان أكثر من 25 قرية. والقرى المتضررة تتضمن الروان و خضيرة عياش والعقلة والرخ وعرق والجوة والقبر وبطحان وإسكان الملك عبدالله للنازحين ورفيح وغيرها من القرى بعد أن غطى سماؤها في ظل تجاهل الجهات المعنية تجاه ما يحدث.
وقال المواطن أحمد حسن فقيه ل"سبق": إن الدخان المحمل بالسموم والروائح الكريهة المنبعثة من مرمى النفايات المشتعل منذ فترة طويلة التابع لأمانة جازان حول الهواء النقي في قراهم إلى هواء سام مميت خاصة أنه يحمل أول أكسيد الكربون الذي يتسبب في الوفاة في حال استنشاقه.
وأضاف أن النيران اندلعت في النفايات المتراكمة في المرمى من حوالي شهر، لافتاً إلى أن نشاطها يزداد في المساء وتظهر ألسنة اللهب في الفترة المسائية بفعل الرياح، بينما تبث سمومها في الفترة الصباحية على عشرات القرى التي يقطنها مئات السكان.
وقال: "فيهم من يعاني من الأمراض الصدرية وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى أجواء صحية".
وأعرب عن أسفه لعدم تحرك الجهات المعنية "على الرغم من أن المرمى يقع على قارعة الطريق الرابط بين محافظتي أبو عريش والعارضة أمام أنظار الجميع إلا أن التجاهل سيد الموقف".
وقال أحد سكان قرية "الروان" التي لا تبعد عن المرمى أقل من ثلاثة كيلومترات أن الكمامات أصبحت ملازمة لهم في كل وقت بسبب السموم المنبعثة من مرمى النفايات بعد أن تم إضرام النيران فيه.
وتابع: "ليس هذا فحسب بل إنهم أصبحوا يتوجهون إلى المستشفى بشكل مستمر بسبب الدخان السام الذي يستنشقونه في كل وقت ودخل إلى منازلهم".
ورصدت "سبق" المعاناة الكبيرة التي يتكبدها سكان تلك القرى حيث إن الأجواء أصبحت ملبدة بالسموم المميتة. كما رصدت أيضاً معاناة رجال الأمن في نقطة التفتيش الواقع بالقرب من بوابة العارضة في اتجاه محافظة أبو عريش التي تبعد عن المرمى أقل من كيلومتر، حيث إنهم يقضون فترات طويلة يستنشقون تلك السموم المميتة أثناء أداء واجبهم.
وناشد عشرات المواطنين- عبر "سبق"- إمارة منطقة جازان بالتدخل العاجل وتوجيه الأمانة بإيجاد حل مناسب وإخماد الحرائق المندلعة في مرمى النفايات والعمل على نقله إلى موقع آخر بعيداً عن التجمع السكاني بعد أن تحول إلى خطر مميت يحدق بهم وبأطفالهم.