حوّل مرمى النفايات الواقع على طريق أبو عريش - العارضة شرق جازان سماء أكثر من 30 قرية إلى سحابة سوداء من الدخان المتصاعد المحمَّل بغاز أول أكسيد الكربون السام؛ من جراء الحريق الذي شهده مرمى النفايات منذ خمسة أيام مهدداً بكارثة بيئية ضحاياها مواطنون أبرياء، في ظل غياب للجهات المختصة وصمت الأمانة. ووصف عدد من سكان تلك القرى معاناتهم ل"سبق" من جراء استنشاقهم الهواء المحمَّل بالسموم الناتج من الحرائق التي يشهدها مرمى النفايات حالياً، والأضرار الصحية التي تتسبب لهم. مشيرين إلى أن معاناتهم تزداد يوماً بعد يوم، ولم يعد بوسعهم استنشاق هواء نظيف بعد أن تحولت سماء قراهم -على حد قولهم- إلى اللون الأسود؛ ما أجبر السكان على عدم الخروج من منازلهم لقضاء حاجاتهم خوفاً من استنشاق أول أكسيد الكربون السام المنبعث من تلك الحرائق في ظل غياب الجهات المختصة. وأكد السكان أنهم أُصيبوا بالأمراض "الصدرية" و"التنفسية". موضحين أن الرياح تتسبب في اشتعال النفايات ليلاً، وتستعيد نشاطها وينتشر الدخان صباحاً لمسافات طويلة، تصل إلى أكثر من عشرة كيلومترات مؤدياً انعدام الرؤية على الطريق العام الرابط بين أبو عريش والعارضة؛ ما قد يتسبب في حوادث مميتة. يُذكر أنه عند استنشاق غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من عملية الاحتراق فإنه يدخل فوراً إلى مجرى الدم بصورة أسرع من الأكسجين، ويحل محله؛ ليحرم بذلك أنسجة الجسم، بما في ذلك المخ، من الأكسجين اللازم للحياة. وتشمل أعراض التسمم به: ضيق في التنفس، والاضطراب والدوار، وقصور في النظر والسمع، وفقدان الوعي، كما قد يؤدي إلى الوفاة. وقد أجرت "سبق" خلال اليومين الماضيين اتصالات عدة، وبعثت رسائل عدة إلى مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة جازان وناطقها الإعلامي عبدالرحمن الساحلي؛ للحصول على إجابة حول ما يحدث، إلا أنه لم يرد على هاتفه النقّال طول تلك الفترة.