تسود توقعات بضخ أكثر من مليون ريال سعودي خلال الأسبوع الجاري في منطقة حائل، وهي قيمة نقل الكفالة للعمالة التي تطلب من كفلائها نقل كفالتها إلى مؤسسات أخرى حتى نهاية مهلة التصحيح. وتأتي هذه القيمة المالية المرتفعة في ظل تزايد عمليات المساومة التي يمارسها الكفلاء بحق مكفوليهم، والتي تصل في بعض الحالات إلى آلاف الريالات مقابل التنازل.
وتواجدت "سبق" بين صفوف العمالة على مدى الأسبوع المنصرم، وتبيَّن لها أن أكثر العمال جاؤوا إلى المملكة عن طريق "السوق السوداء للتأشيرات"، التي نمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة في السعودية.
ويقول العامل اليمني "أحمد" إنه جاء إلى المملكة قبل سنة عن طريق أحد أقاربه، وفّر له تأشيرة عمل بالمملكة مقابل 10 آلاف ريال، ولم يعرف كفيله إلا منذ شهر، حيث طلب منه توفير عمل له أو نقل كفالته، لكنه رفض توفير عمل، واشترط الحصول على 5 آلاف لنقل الكفالة.
وذكر "أحمد" أن الكفيل ظل يماطل بتسليمه جواز سفره، واتصل به ليشترط تسلم مبلغ 10 آلاف ريال لنقل الكفالة، مستغلاً قرب نهاية فترة التصحيح.
وماطل كفيل العامل الباكستاني محمد خان أحمد، ورفض تسليمه جوازه لنقل كفالته، واشترط الحصول على 12 ألف ريال، والتوقيع على مبلغ 20 آلف ريال كسلفة تسدد بمعدل 300 ريال شهرياً.
وأوضح العامل المصري "محمود" أنه يعمل منذ سنتين في جدة بإحدى الشركات، وعندما طلب نقل كفالته إليها من كفيله السابق بحائل، تلقى وعوداً كاذبة من كفيله السابق، كبدته عناء السفر من جدة إلى حائل عدة مرات.
وقال: "أتفق مع الكفيل على موعد وعندما أصل أجده يتحجج بأنه مسافر إلى الرياض، وبالوصول إلى أحد اقارب الكفيل، علمت أنه يريد مني 22 ألف ريال مقابل نقل الكفالة".
وأضاف: "يقول إن الشركة التي أعمل بها كبيرة ورواتبها تزيد على 5 آلاف للعامل الواحد، وفعلا وفَّرت المبلغ ونقلت الكفالة الأسبوع الماضي".
وكشف موظفو مكاتب التعقيب في حائل ل"سبق" أنهم رصدوا تقديم أكثر من مليون ونصف المليون ريال كقيمة تنازل عن كفالات، منذ بداية فترة التصحيح قبل ثلاثة أشهر.
وذكروا أن لهم عملاء يحتفظون بجوازات مكفوليهم، وعند الحاجة للتجديد يقومون بذلك، من خلال الاتفاق المشترك، لكن فترة التصحيح شهدت خروج أكثر من 200 جواز سفر من عملائهم لنقل كفالات مكفوليهم.
ومن المتوقع أن يشهد مكتب العمل والجوازات بمنطقة حائل، خلال الأسبوع القادم، إقبالاً كبيراً، خاصة أن جميع العمالة التي تعرضت للمساومة من الكفلاء لهم وفروا المبالغ من خلال أقاربهم أو أهاليهم في بلادهم، على إرجاعها بعد نقل الكفالات للعمل الجديد.
وأفاد مقيمون بأن تجارة "السوق السوداء للتأشيرات" في السعودية، شهدت ضخّ أكثر من ملياري ريال خلال السنتين الماضيتين، وسط صمت الجهات المختصة في ذلك الوقت.
ووفّر مكتب العمل بحائل كل التجهيزات التي تضمن سير العمل بنجاح قبل انتهاء فترة التصحيح يوم الأربعاء القادم، فيما عانى مراجعو جوازات حائل بسبب العشوائية في الترتيب وغياب أرقام الانتظار الرقمية، مما يحمّل الوافد أو كفيله وقتاً طويلاً في الانتظار.
ولوحظ عدم تعاون جوازات منطقة حائل مع مكتب العمل بحائل، وذلك من خلال فرض بعض الإجراءات التعقيدية التي يمارسها موظفو جوازات حائل على المراجعين.