أفرزت القرارات السعودية الأخيرة جملة من الحالات اللافتة في أوساط الجاليات في السعودية، إذ بادر الكثير إلى تصحيح أوضاعهم، فيما كانت للعمالة المنزلية وجه آخر من هذا الوضع، ظهر أمام الكثير من القنصليات في مدينة جدة. وتحول مقر القنصلية الإندونيسية في جدة والشوارع المحيطة بها أمس إلى ما يشبه «الحراج»، إذ نمت سوق سوداء لاستقطاب العمالة، ورصدت «الحياة» عدداً من حالات التفاوض بين مواطنين يبحثون عن العمالة الإندونيسية سواء من الرجال أم النساء، الذين يرغبون في تصحيح أوضاعهم. وشملت المفاوضات طبيعة العمل، الراتب، وساعات العمل، وكانت المفاوضات أشبه بمزاد علني، الرابح فيه هو من سيدفع أكثر، إذ كان مبلغ الألفي ريال هو أقل رقم يمكن أن يفتتح به المزاد، ولا مجال للمفاوضة بأقل من ذلك. واختلفت أوضاع العاملات والمهن التي يمارسنها ما بين عاملات دخلن إلى المملكة من طريق العمرة، وعاملات هاربات من كفلائهن، أما المهن فسيجد الباحث عن عمالة أكثر مما يتوقع، فهنالك «العاملة المنزلية، الكوافيرة، الطباخة، والسائق وغيرها»، اتفقت حالاتهن على تصحيح الوضع ونقل الكفالة. من جهته، أكد صاحب مكتب استخراج التأشيرات فيصل عبدالله ل «الحياة» أنه قدم إلى مقر القنصلية منذ الصباح الباكر بحثاً عن خادمات، إذ يقوم فيما بعد بنقل كفالتهن للباحثين عن عمالة منزلية، وأوضح أن البعض أكد له أنه يمكن أن يجد خادمة وبالاتفاق معها يقوم بنقل كفالتها، وأضاف «اتضح لي فيما بعد أنه لابد من خطاب من الجوازات يؤكد الموافقة على تصحيح الأوضاع ومن ثم يمكن نقل الكفالة». بينما أوضح أحد المواطنين الذي تواجد في الموقع ل «الحياة» أنه خاطب القنصلية الفيليبينية قبل مجيئه إلى القنصلية الإندونيسية، وأكدوا له أن العمالة الفيليبينية تعمل السفارة على تصحيح أوضاعها، واستخراج جوازات سفر لمن لا يملكونها، ويتم تجديد إقامات بعضهم ليتسنى لهم نقل كفالتهم بعد ذلك، وهو ما دعاه للقدوم إلى موقع القنصلية الإندونيسية بحثا عن عاملات منزليات. فيما أكد المواطن أبو مشاري أنه ظل مرابطاً أمام القنصلية الإندونيسية منذ الصباح، وذلك بعد سماعه بأمر تصحيح الأوضاع، ذلك أن لديه عاملة منزلية من «متخلفي العمرة» ويأمل في تصحيح وضعها ونقلها على كفالته، غير أن القنصلية رفضت الإجراء، كما رفضت منحه أي معلومة، مبينة أنها لم تصلها أي أوامر بهذا الخصوص، وقامت بتوجيههم إلى الجوازات، وأضاف «ذهبت إلى الجوازات إذ أكدوا بدورهم أنه لم تصدر بعد أوامر رسمية بهذا الخصوص». ورأى المواطن إبراهيم عبدالكريم أن الموضوع ستتدخل فيه الوساطات بشكل كبير، كما سيتم دفع الكثير من الأموال نسبة لارتفاع الطلب مقابل العدد المحدود من العمالة المتوافرة هنا. العاملة المنزلية الإندونيسية سوهاتي اعترفت ل «الحياة» بأنها من «متخلفي العمرة» وتقيم في المملكة منذ خمس سنوات، وتبحث الآن عن كفيل لتقوم بتصحيح وضعها. من جهة أخرى، أوضح مصدر في القنصلية الإندونيسية أن التجمع بسبب تصحيح أوضاعهم، مشيراً إلى أن 300 شخص من الجنسين تجمعوا أمام القنصلية يوم أمس منهم من يرغب في السفر والآخر يرغب في التصحيح.