قال جون برينان كبير مستشاري الإدارة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب إن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي ينشط انطلاقاً من اليمن، يمثل خطراً على الولاياتالمتحدة يفوق الخطر القادم من التنظيم الرئيسي بقيادة أسامة بن لادن، والمتمركز في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وأكد برينان الذي يشغل أيضاً منصب مساعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لشؤون الأمن الداخلي، إن تنظيم القاعدة في اليمن "ينشط بشكل متزايد"، واتهمه بالسعي لتجنيد عناصر مؤيدة له حول العالم بما في ذلك الأراضي الأمريكية نفسها على حد تعبيره. وذكر برينان في محاضرة كان يلقيها بمركز "كارنيغي للسلام" أن خلايا القاعدة في الجزيرة العربية هي الأنشط على مستوى العالم. وأضاف: "لقد تلقت قيادة هذا التنظيم الكثير من الدعم من قبل شخصيات موجودة في الغرب أو تحمل جنسية أمريكية، مثل رجل الدين أنور العولقي، وهي لا تسعى لجذب غربيين متواجدين خارج دولهم، بل في داخلها". وشدد المسؤول الأمريكي على أن الحليف الأول للولايات المتحدة في معركتها مع تنظيم القاعدة هو الحكومة اليمنية، وقال إنه قابل مؤخراً الرئيس علي عبدالله صالح، واصفاً الاجتماع معه بأنه "مثمر". وأقر برينان بأن العلاقات بين الولاياتالمتحدة واليمن مرت بأوقات صعبة وتوترات وخلافات في وجهات النظر، ولكنه سارع للقول بأن هذا الأمر هو علامة فارقة لعلاقات الصداقة الحقيقية التي لا تقوم على إملاء الأوامر للآخرين بل الاستماع لوجهات نظرهم". وأدرجت الإدارة الأمريكية العولقي، الذي يُعتقد أنه يختبئ في منطقة قبلية بمحافظة "شبوة"، جنوبي اليمن، ضمن لائحة المستهدفين بالقتل أو الاعتقال، مطلوب حياً أو ميتاً التابعة للجيش الأمريكي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. ويقول مسؤولون أمريكيون إن العولقي تبادل عدة رسائل إلكترونية مع الرائد نضال حسن، الذي قتل 13 شخصاً عندما فتح نيرانه بقاعدة "فورت هود" العسكرية، كما ساعد في تجنيد النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية أثناء هبوطها بمدينة "ديترويت"، ليلة عيد الميلاد. ويشتبه مسؤولون بالولاياتالمتحدة أن تنظيم القاعدة يقف وراء مخطط "الطرود المفخخة" التي شحنت من اليمن إلى الولاياتالمتحدة واعترضت في دبي وإنجلترا.