أخفق صاروخ أطلقته طائرة أمريكية دون طيار في اليمن في اقتناص القيادي اليمني الأصل في تنظيم القاعدة أنور العولقي، وأوقعت اثنين من عناصر الحركة قتلى، وفق ما كشفه مسؤول أمريكي. ونقلت "CNN" عن المسؤول قوله: إن الطائرة التابعة للجيش الأمريكي وليس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي أيه"، أطلقت الصاروخ على منطقة في جنوب اليمن يرتادها العولقي. ولفت المسؤول إلى أن الهجوم الصاروخي الذي نُفِّذ قبيل يومين، لا يرتبط بمعلومات توفّرت للسلطات الأمريكية من أجهزة وأقراص مدمجة صادرتها القوة المهاجمة من مقرّ ابن لادن بعد تصفيته. وتأتي محاولة تصفية العولقي بعد أقل من أسبوع من مقتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة، وهو أحد الأسماء المرشّحة لتولّي زمام قيادة التنظيم بعد ابن لادن. وتدرج الإدارة الأمريكية العولقي الذي يُعتقَد أنه يختبئ في منطقة قبلية بمحافظة "شبوة" "جنوب اليمن" ضمن لائحة المستهدفين بالقتل أو الاعتقال "مطلوب حياً أو ميتاً" التابعة للجيش الأمريكي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA. ويقول مسؤولون أمريكيون: إن العولقي تبادل رسائل إلكترونية عدة مع الرائد نضال حسن الذي قتل 13 شخصاً عندما فتح نيرانه بقاعدة "فورت هود" العسكرية، كما ساعد في تجنيد النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية أثناء هبوطها بمدينة "ديترويت"، ليلة عيد الميلاد. ويشتبه مسؤولون بالولاياتالمتحدة أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يقف وراء مخطط "الطرود المفخخة" التي شُحِنت من اليمن إلى الولاياتالمتحدة واعتُرِضت في دبي وإنجلترا. في ديسمبر الماضي، قال جون برينان كبير مستشاري الإدارة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب: إن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية الذي ينشط انطلاقاً من اليمن، يمثّل خطراً على الولاياتالمتحدة يفوق الخطر القادم من التنظيم الرئيسي بقيادة أسامة بن لادن، والمتمركز في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وأكَّد برينان الذي يشغل أيضاً منصب مساعد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما لشؤون الأمن الداخلي أن تنظيم القاعدة في اليمن ينشط بشكل متزايد، واتهمه بالسعي لتجنيد عناصر مؤيّدة له حول العالم بما في ذلك الأراضي الأمريكية نفسها، على حد تعبيره. وذكر برينان أن خلايا القاعدة في الجزيرة العربية هي الأنشط على مستوى العالم. وأضاف: "لقد تلقَّت قيادة هذا التنظيم الكثير من الدعم من قِبَل شخصيات موجودة في الغرب أو تحمل جنسية أمريكية مثل رجل الدين أنور العولقي، وهي لا تسعى لجذب غربيين متواجدين خارج دولهم، بل في داخلها".