دُشِّن مساء اليوم الثلاثاء مقر مركز أبحاث التوحد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، والذي تأسس بمنحة بحثية قدرها 45 مليون ريال، مقدمة من شركة سابك، وذلك بهدف إجراء أبحاث تطبيقية حول اضطراب التوحد من النواحي التربوية والطبية وإيجاد برامج تدريبية لرفع مستوى الخدمات المقدمة لهؤلاء المرضى في المملكة، كما تتركز مهمته في أن يكون مرجعاً لتشخيص اضطراب التوحد والتدخل المبكر، وأن يرفع من جودة الخدمات لذوي اضطراب طيف التوحد وأهاليهم، ومساعدتهم كي يندمجوا في المجتمع. وفي كلمته وصف الأمير سعود بن ثنيان آل سعود- رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)- المركز بأنه "الإضافة الهامة لتعزيز الجهود القائمة في مجال أبحاث التوحد في المملكة ومنطقة الخليج والشرق الأوسط، ومرجع في أبحاث التوحد بما يخدم هذه الفئة العزيزة من أبناء الوطن الغالي"، ملفتاً إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي يُعَدّ من أهم المراكز المتخصصة في خدمة هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع، وأشاد بما يمتلكه فريق عمل المركز الجديد من قدرات طبية وبحثية تضاهي المراكز البحثية العالمية لا حدود لها.
وأكد الأمير سعود أن الشراكة النوعية التي حققتها شركة سابك مع مركز الأبحاث التابع لمستشفى الملك فيصل من خلال دعم المركز بقيمة (45 مليون ريال) تستهدف تكوين حاضنة لتدريب ورفع مستوى الكوادر الوطنية في مجال تأهيل مرضى التوحد، وإجراء البحوث التطبيقية، وتبادل المعرفة، وبناء الشراكات مع أبرز الجهات العلمية المتخصصة في العالم في أبحاث وعلاج التوحد.
من جانبه اعتبر الدكتور قاسم القصبي- المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث- تدشين المركز بمثابة نقلة نوعية في إطار إيجاد منظومة فاعلة لأبحاث التوحد في المملكة، مشيراً إلى ما يمتلكه "التخصصي" من تجربة عريقة في مجال تشخيص ورعاية حالات التوحد محلياً، والتي تمتد إلى نحو ربع قرن، حيث شُخصت أول حالة في المملكة عبر المستشفى.
إلى ذلك أوضح الدكتور رامي نيازي- المدير المكلف لمركز أبحاث التوحد في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث- أن تشخيص التوحد يُعَدّ من أكثر الإجراءات تعقيداً، مما يتطلب توفر فريق عمل متكامل مكون من أقرباء المريض والطبيب المعالج ومختصين في الطب النفسي وعلاج التخاطب والتربية الخاصة والعلاج الوظيفي، ملفتاً إلى أن أهمية تأسيس مركز أبحاث متخصص تكمن في وضع أطر علمية دقيقة للتعامل مع هذا الاضطراب بالمملكة في القطاعين الصحي والتعليمي وسواهما من القطاعات الأخرى.
أما الدكتور حسين الشمراني- استشاري نمو وسلوك الأطفال بمركز أبحاث التوحد بالمستشفى التخصصي- فقد بيّن أن التوحد يعرف بأنه اضطراب نمائي عصبي يؤثر على تطور المصاب في مجالات التواصل والمهارات الاجتماعية والتخيل مع وجود سلوكيات نمطية وروتين غير طبيعي، مشيراً إلى أن سمات التوحد تظهر على الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره، وتختلف بين طفل وآخر، إلا أن تفادي أو ضعف التواصل البصري يُعَدّ أبرز تلك السمات، وذلك إلى جانب قلة اهتمامه بالأشخاص المحيطين، وعدم إصداره أصوات المناجاة مثل الأطفال الطبيعيين، وصعوبة فهم انفعالات وعواطف الآخرين. ولفت إلى أن السمات تختلف في المراحل العمرية الأكبر، حيث يتحدث المريض بنبرات غير سوية ويقوم بحركات غير طبيعية، وقد تنتابه نوبات صراخ وغضب شديدة، إضافةً إلى تأخر في تطور الكلام أو فقدانه كلياً، والتعلق غير الطبيعي ببعض العادات الروتينية التي لا معنى لها.