وصف الدكتور محمد النجيمي الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الكاتبة حصة آل الشيخ ب"الجاهلة" التي تنتصر لقريبها على حساب دينها، وقال: حصة آل الشيخ حمية جاهلية انتصرت لمحمد آل الشيخ للشبه المعنوي والحسي كالاسم المبني يشبه الحرف شبهاً معنوياً وبنائياً، وردت أحاديث البخاري الصحيحة، وكذلك ردت النصوص مثل حديث: «إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه»، وحديث الشؤم، وحديث: «المرأة تقطع الصلاة»، وأنا أرد عليها بالآتي: أولا: جواب عائشة عن تلك الأحاديث لم يكن أمراً عقلياً محضاً، كما فعل آل الشيخ أو لم يكن لأمر طبي أو لأمر كما تسمونه علمي، بل ردت تلك الأحاديث لكونها سمعت من النبي- صلى الله عليه وسلم- أحاديث مخالفة له، فكانت على سبيل الاحتجاج والتفسير، وإليك بيان كل حديث كيف ناقشته عائشة:
أ- حديث: «إن الميت ليعذب ببكاء أهله»:
قالت عائشة: إنكم لتحدثوني عن غير كذابين ولا مكذبين، ولكن السمع يخطئ.
وفي الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (1/ 26) قالت: ولكنه قال: «إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذاباً»، وإن الله {هو أضحك وأبكى}، {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى} ولكن السمع يخطئ.
وفي رواية الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم (4/ 129): عن عمرة أنها سمعت عائشة رضي الله عنها، وذكر لها أن عبدالله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي، فقالت عائشة: يغفر الله لأبي عبدالرحمن، أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ؛ إنما مر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على يهودية يُبكى عليها فقال: «إنه ليُبكى عليها، وإنها لتعذب في قبرها».
فكما ترى لم تتكلم عائشة إلا لوجود خبر عندها، فكان الراوي على قولها سمع بعض الخبر ولم يسمع بقيته، أو لم يعلم سبب ورود الحديث فحدث بالحديث على نحو ما سمع، فأخبرته بسبب ورود الحديث، وانطلقت من الخبر والنص المتبع من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثم احتجت بما يؤكده من كلام الشريعة بأن الله هو أضحك وأبكى، وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى. فلم تنكر الحديث لأمر عقلي، بل من أجل النص، فكان الاعتراض من باب التنبيه على النصوص الأخرى وبيان سبب الورود.
وفي صحيح مسلم والسنن الكبرى للبيهقي (4/ 72): قالت عائشة: يرحم الله أبا عبدالرحمن سمع شيئاً فلم يحفظه، إنما مر بجنازة رجل من اليهود فجعل أهله يبكونه فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إنهم ليبكونه وإنه ليعذب».
وفي رواية هشام قال: «إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه، وإن أهله ليبكون عليه الآن».
فظهر الفرق بين الإنكارين فشتان ما بين مشرق ومغرب.
وعند البيهقي في الكبرى (4/ 73): قال ابن عباس ذكرت ذلك- أي قول عمر لصهيب من أن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه- لعائشة رضي الله عنها فقالت: رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إن الله يعذب المؤمن ببكاء أهله عليه، ولكن قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه». قال وقالت عائشة: حسبكم القرآن: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، قال: وقال ابن عباس عند ذلك: والله أضحك وأبكى. قال ابن أبي مليكة: فوالله ما قال ابن عمر شيئاً.
وهذا مثل رواية السنن الكبرى للبيهقي (10/ 58) عن عروة بن الزبير قال: بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة رضي الله عنه يقول: إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إليَّ من أعتق ولد الزنا». وإن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «ولد الزنا شر الثلاثة، وإن الميت يعذب ببكاء الحي». فقالت عائشة رضي الله عنها: رحم الله أبا هريرة أساء سمعا فأساء إجابة، لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إليَّ من أن أعتق ولد الزنا إنها لما نزلت {فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة} قيل: يا رسول الله، ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له الجارية السوداء تخدمه وتسعى عليه، فلو أمرناهن فزنين فجئن بأولاد فأعتقناهم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد»، وأما قوله: «ولد الزنا شر الثلاثة». فلم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: «من يعذرني من فلان؟» قيل: يا رسول الله، إنه مع ما به ولد الزنا، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «هو شر الثلاثة». والله تعالى يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وأما قوله: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي»، فلم يكن الحديث على هذا ولكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال: «إنهم ليبكون عليه وإنه ليعذب»، والله عز وجل يقول: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}.
ب- حديث الشؤم: قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 252): "وقد روي عن عائشة إنكارها لذلك وإخبارها أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إنما قال ذلك إخباراً منه عن أهل الجاهلية أنهم كانوا يقولونه، غير أنها ذكرته عنه عليه السلام بالطيرة لا بالشؤم، والمعنى فيهما واحد، وإذا كان ذلك كذلك كان ما روي عنها مما حفظته عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من إضافته ذلك الكلام إلى أهل الجاهلية أولى مما روي عن غيرها فيه عنه- صلى الله عليه وسلم- لحفظها عنه في ذلك ما قصر غيرها عن حفظه عنه فيه؛ فكانت بذلك أولى من غيرها".
وقال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري (296/ 10): "عن مكحول قال: قيل لعائشة إن أبا هريرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «الشؤم في ثلاثة» فقالت: لم يحفظ، إنه دخل وهو يقول: «قاتل الله اليهود، يقولون الشؤم في ثلاثة»، فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله".
وأيضاً: يقال في هذا الحديث ليس كل ما أنكرته عائشة بثابت عنها، لاسيما في هذا الحديث.
ج- حديث: «المرأة تقطع الصلاة»:
فقد اعترضت عائشة عليه لثبوت نص آخر عندها كما في السنن الكبرى للبيهقي (2/ 276): عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها، وذكر عندها ما يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة فقالت عائشة رضي الله عنها: قد شبهتمونا بالحمير والكلاب، والله لقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي، وأنا على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس فأوذي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأنسل من عند رجليه. رواه البخاري في الصحيح.
وفي لفظ آخر ذكره في جامع الأصول في أحاديث الرسول (5/ 507): لقد رأيتني ورسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فقبضتهما. أخرجه أحمد (6/44 و54) والبخاري (1/138).
وفي لفظ: ليصلي وإني لمعترضة بين يديه اعتراض الجنازة، حتى إذا أراد أن يوتر مسني برجله. قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح. فعائشة احتجت بفعله- صلى الله عليه وسلم- المخالف لروايتهم، ولم ترد الحديث لمقتضى العقل أو لأيدولوجيات خاصة. فقد يكون هذا منسوخاً بفعله- صلى الله عليه وسلم- كما أشار الطحاوي للنسخ.
وقال ابن رجب في فتح الباري (2/695): فعائشة استدلت بحديثها هذا على أن المرأة لا تقطع الصلاة، ، وأنكرت التسوية بين المرأة والحمار والكلب، وهذا يشعر بموافقتها على الحمار والكلب فقد روت صفية بنت شيبة، عن عائشة، قالت: إنما يقطع الصلاة الكلب والحمار والسنور. وفي رواية أخرى عن عائشة، أنها قالت: والسنور الأسود. وعن عائشة، قالت: لا يقطع الصلاة إلا الكلب الأسود. وكأن قصد عائشة التفريق بين صلاة النافلة وصلاة الفريضة، فيحمل حديث عائشة على صلاة النفل، فلا تقطعها المرأة، وحديث أبي ذر على الفريضة.
ثانيا: هي لم ترد الحديث مطلقاً وتُسَفِّه رواته وتتجرأ عليهم، كما فعل المعتوه آل الشيخ، بل ردت بعلم من الشريعة نفسها ومن سنة الرسول نفسه ولمزيد علم لديها.
ثالثا: عائشة في ردها لم تخالف إجماع الأمة في قبول تلك النصوص بعد استقرارها، بل خالفت نصاً من رجل لعله أخطأ، أما المتحصحص والمتشيخ رد إجماع الأمة وخطأ قروناً طويلة، وتخطيء الأمة يعني اجتماعها على باطل، وهو تحريف للكتاب والسنة.
رابعا: بعض النصوص رجعت عائشة عن إنكارها لما علمت صحتها.
فيقال: رد الأحاديث للذوق والعقل منهج الفرق الضالة، فأنتما تردان لمحض الهوى، وهذه عادة أهل البدع، بل صنيعكما صنيع أهل البدع وأطالب بمحاكمتهما على ما صدر منهما، وأن يمنعا من الكتابة فيحتضنون الباطل، فأنتم آية الله حصة آل الشيخ ومحمد آية الله العظمى آل الشيخ فأنتم رافضة للنصوص، والأمة تعاني من عصابات الرافضة في سوريا وحزب الله يحارب السنة في العراق وسوريا وأنتم تحاربون السنة في بلاد الحرمين فتشابهت قلوبكم واتحدت كلماتكم فاتفقتما لاتفاق القلوب.