عاودت الطفلة المُعنفة " سارة" التي تعاني عارضاً صحياً، الهروب واستطاعت أن تتخطى حدود منزل والدها بالرياض باللجوء في هروبها الخامس لمنزل إحدى الأسر بحي إشبيلية. وكانت الطفلة قد هربت داخل الطائف أربع مرات ولكن سرعان ما أعادتها الشرطة لمنزل والدها . وتابعت "سبق" ردود فعل اللجوء الخامس لمنزل أسرة في الرياض التي انتقل إليها والدها دون أن يعلم "جدتها " من أمها والتي طفقت تسأل عنها طيلة الشهرين الماضيين دون جدوى، إلى أن فوجئت باتصال من أحد المواطنين يخبرها بأن الطفلة تتواجد لديهم في المنزل "بإشبيلية " وأنها لجأت إليهم بعد هروبها من منزل والدها في وقت سابق من الليلة. وعلمت "سبق" أن الطفلة طلبت من الأسرة التي استقبلتها أمس بالاتصال على جدتها ففعلت قبل أن تبلغ عمليات الأمن بالرياض بوجود الطفلة الهاربة من سوء معاملة وعنف أسري عاشته بمنزل "والدها" الأمر الذي قادها لهذا المنزل بإشبيلية. طفلة الطائف "سارة" ذات العشرة أعوام عُرفت خلال الفترة السابقة بهروبها عن الأسرة بعد خروجها من المدرسة، حيث دائماً ما تقرر عدم العودة لمنزل والدها وتلجأ لإحدى الأسر رغبةً في حمايتها من عنف نفسي تجده بمنزل والدها بعد أن كان قد طلق والدتها "من جنسية عربية "وظلت تعيش مع جدتها لأمها طوال العشر سنوات الماضية لحين قرر والدها أخذها لتعيش معه ولكنها لم تقبل تغيير حياتها. وحاولت "سارة " مراراً زيارة جدتها ولكن والدها وقف عائقاً دون تلبية رغبتها، مؤكدة أنه كان يمنعها من زيارة جدتها أو زيارة الأسرة المرتبطة بوالدتها والمُقيمة بالطائف، ما أدخلها في حالة نفسية ناجمة عن عنف وطيلة محاولات هروبها بالطائف كان الوالد يحضر ويتسلمها إلا أنها في الهروب الرابع أغلقت دورة المياه الخاصة بمنزل أحد السكان المجاورين لمنزل والدها فتم استدعاء الدفاع المدني لفتح الباب والدخول عليها ولكن وكانت بوضع صحي سيئ ونُقلت للمستشفى وسُلمت كالمعتاد لوالدها بعد أن كان الجميع ينتظر تسليمها لجهة رسمية كلجنة الحماية من أجل النظر في أمرها ودراسة وضعها كما أعلن . ورأى مختصون تحدثوا ل "سبق" "أن تسلم الوالد لبنته دون أي تدخل من الجهات المختصة التي سبق أن وعدت بالوقوف معها في بحث وضعها النفسي ومحاولة إيجاد علاج لواقعها المرير أسهم في تكرار ظاهرة الهروب" . وكان والدها قد نقلها إلى الرياض وحرمها من إكمال دراستها بالطائف، ما جعلها تُعيد سيناريو الهروب بحثاً عن والدتها بل جدتها التي كانت في أحضانها منذُ طفولتها حتى وصلت لهذه السن. المواطن ناصر بن محمد النمير الذي لجأت إليه الطفلة " سارة" قال في حديث ل "سبق" من خلال اتصال هاتفي: "فوجئنا جميعاً بطرق الباب من الطفلة والتي كانت تبكي وكان ذلك قبل مغرب الليلة ( ليلة أمس) ، وأدخلناها خوفاً عليها، وكنا نظن أنها قد تعرضت لأذى كونها لم تعد صغيرة، إلا أنها طلبت أن تكون في حمايتنا وبدأت تسرد قصتها المريرة موضحة أن هذه المرة هي المرة الخامسة التي تهرب فيها من والدها بعد حرمانها من والدتها ومن جدتها التي عاشت في أحضانها بعد انفصال والدها عن أمها. وأوضح النمير ل "سبق" أنه طلب من "سارة" أرقاماً هاتفية من أجل إبلاغ أسرتها، وزودته بأرقام جدتها وخالها بالطائف وبادر بالاتصال بهم وأخبرهم عما حصل وأفهموه بأنهم لا يعرفون عنها شيئاً وأنهم فوجئوا بأن تكون في الرياض. وأشار النمير إلى أنه حاول إبلاغ "حقوق الإنسان" والشؤون الاجتماعية لكن دون جدوى، فمرر بلاغاً على الرقم المخصص لبلاغات العنف السري" 1919" ومن ثم أبلغ عمليات الأمن التي حضرت وتسلمت الطفلة بعد أخذ أقواله لحين اتخاذ الإجراء النظامي حيال الواقعة , متوقعاً استدعاء والدها وتسليمها للشؤون الاجتماعية لدراسة وضعها والبحث في واقعها النفسي والذي يدفعها للهروب بحثاً عن إيجاد حل سريع يضمن عدم تكرار مثل هذه التصرفات. وكان المواطن النمير قد حمد الله بأن تكون الطفلة قد لجأت إليه ولم تقع في يد مجموعة من الأشرار ربما قد يلحقون الضرر بها ويزيدون من حجم الكارثة، معترضاً على أن تُسلم الطفلة لوالدها قائلاً " أتمنى أن يتم تسليمها لحقوق الإنسان أو جهة اجتماعية متخصصة حتى تبحث في أمرها كونها ذكرت له بأنها تعاني تعاملاً قاسياً أدخلها في عراك نفسي شديد طال أمده، مبدياً تخوفه بأن تكون الطفلة "ضحية ". يذكر أن جدة الطفلة "سارة " كانت طوال الفترة السابقة تبحث عنها لحين فوجئت بخبر هروبها لدى إحدى الأسر بالرياض وطلبت من المسؤولين التدخل لإيجاد حل لوضع الطفلة المأساوي والمتكرر لإنقاذ هذه الطفلة من الضياع وإعادة البسمة إليها وعدم إعادة تسليمها لوالدها حتى لا يتكرر مسلسل هروبها بل توجيه الجهات المختصة بحمايتها والبحث في وضعها.