طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال اجتماعه في مدريد اليوم برحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة فوراً، ومحاسبة المسؤولين عن إراقة دماء السوريين، وتشكيل حكومة انتقالية مدعومة من الأممالمتحدة. جاءت هذه المطالب في بيان أصدره الائتلاف، في ختام محادثات أجراها على مدار يومين في أحد الفنادق بضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، وجرى خلاله التواصل مع تيارات معارضة أخرى قبل انعقاد اجتماعهم القادم في إسطنبول خلال أسبوعين لتوحيد الرؤى بشأن مستقبل سوريا.
وأوضح القيادي بالمعارضة معاذ الخطيب، في مؤتمر صحفي في ختام المؤتمر أنه سيتم التواصل مع معارضين آخرين خلال الفترة القادمة لتحديد خط مشترك، وهي المهمة التي وصفها بالصعبة بسبب اختلاف التوجهات.
وحول الموقف من المبادرة التي أطلقتها روسيا والولايات المتحدة لعقد مؤتمر لحل الأزمة بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية، قال "الخطيب": إن ممثلي المعارضة أطلقوا في مدريد جولة من المباحثات، ولم يتخذوا قرارات، وأن المعارضة ستحدد خلال اجتماعها في إسطنبول إمكانية مشاركتها في المؤتمر المرتقب بجنيف من عدمها.
واتّفق الائتلاف في مدريد على خريطة طريق لحل الأزمة تقضي بانسحاب الجيش السوري فوراً إلى ثكناته، والإفراج عن المعتقلين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وعودة النازحين.
كما تتضمن خريطة الطريق خروج الوجوه القديمة للنظام بالتزامن مع تشكيل مجلس حكماء واسع التمثيل، يكون بمثابة مقدمة لتشكيل حكومة مدعومة من الأممالمتحدة وإطلاق عملية تأسيسية في غضون عام.
وأعرب المشاركون في الاجتماع كذلك عن رفضهم لإقامة حوار مع نظام الأسد، معتبرين أن هذا الأمر "خدعة" تمارسها حكومة دمشق منذ فترة طويلة لكسب المزيد من الوقت، وقالوا إن ما يرغبون في التفاوض عليه هو التخلص من الحكومة الحالية ووضع حد للصراع المسلح.
ولم يتحدث "الخطيب" عن إمكانية قبول أو رفض مشاركة ممثلين عن نظام "الأسد" في الحكومة الانتقالية، واعتبر أنه من "المبكر" الحديث عن انتخابات نزيهة.
وأكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارثيا مارجايو عقب لقائه الخطيب اليوم تأييد بلاده السماح بتقديم معدات دفاعية للمعارضة السورية من أجل حماية المدنيين.
وأكد "مارجايو" أن موقف إسبانيا "يتطور بحسب تطور الظروف على الأرض"، وأنه يؤيد تقديم معدات دفاعية لحماية المدنيين.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن هذه المساعدات قد تشمل "أدوات قاتلة" مثل "المدفعية المضادة للطائرات". وكانت إسبانيا إلى جانب ألمانيا ترفضان ذلك من قبل، وتؤيدان تقديم مساعدات "غير قاتلة" للمعارضة السورية، وعدم تقديم أسلحة متقدمة للمقاتلين في سوريا- وهو الموقف الذي تتبناه فرنسا وبريطانيا- خشية أن ينتهي بها المطاف في أيدي الجماعات الجهادية والسلفية.