افتتح مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل أعمال الملتقى العلمي الثاني الذي تنظمه الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان "سابرا" بمدينة الرياض، ويستمر ليومين بدءاً من اليوم، تحت عنوان "إعلام العلاقات العامة: مقومات النجاح ومسببات الإخفاق". يأتي الملتقى برعاية وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد العنقري، ومشاركة عدد من الباحثين والمهتمين بالإعلام المؤسساتي من الممارسين والمهنيين من داخل المملكة وخارجها.
وحول أسباب اختيار الجمعية لموضوع هذا الملتقى، قال رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان الدكتور محمد بن عبد العزيز الحيزان: "إنه امتداد لخطة أعدت منذ بدء نشاط الجمعية، تقتضي العمل على معالجة إشكالات عدة يواجهها هذا التخصص المهم". موضحا أن الملتقى في دورته الأولى تناول تحديد مفهوم العلاقات العامة لتجليته من الغموض الذي يكتنفه، والذي أدى ومع الأسف إلى ارتكاب أخطاء كبيرة في مزاولته، وهذا ما يفسر اختيار عنوان الملتقى.
وأضاف: "وبعد تحديد التعريف الحقيقي وكيفية العمل في إطاره كخطوة أولى لإعادة البناء، وضعت الجمعية في سلم أولوياتها مجموعة الموضوعات الأخرى الرئيسة لتناولها بالبحث والدراسة، كي تعيد وضع العلاقات العامة في المسار الصحيح، ومن بينها موضوع ملتقى هذا العام الذي يحظى بمشاركة عدد من الباحثين البارزين على المستويين المحلي والعربي".
وشدد على أن الممارسة الخاطئة لنشاط العلاقات العامة في المرحلة الحالية، والتي ركزت معظم جهودها في الجانب الخدماتي، أدت -ومع الأسف- إلى أن نخسر نشاط العلاقات العامة الصحيح، وهو الذي يعد قوة ناعمة بالغة التأثير، ويستثمرها الكثيرون من صناع القرار في دول العالم في إبراز الحقائق بالصورة المهنية الرفيعة من خلال الدور الاتصالي المهني الراقي.
وأردف "الحيزان": "ونتيجة لتلك الممارسات الخاطئة أصبحت العلاقات العامة في معظم مؤسساتنا عاجزة عن إعطاء صورة حقيقية للمنشأة، كيف لا وهي التي غرقت في مهام ليست من اختصاصاتها. وأصبح من المفارقات المحزنة أن يكون هذا النشاط الذي هو المسؤول عن الصورة الذهنية، يعاني بدوره من فقر مدقع في صورته الذهنية، ولذلك رأت الجمعية أن عليه أن يبدأ بنفسه".
واستكمل كلمته قائلاً: "لقد آن الأوان والحال كذلك، إلى إعادة النظر في كيفية ممارسة العلاقات العامة لدينا؛ بل وفي العالم العربي أجمع، وهذا يتطلب تحديد المهام بشكل مفصل، وعلى نحو يضمن استحضار البعد الاتصالي، وصلة ذلك بالصورة الذهنية للمؤسسة، وما عدا هذا فلا بد أن يستبعد في إدارات أو أقسام مستقلة تقوم بما ليس علاقات عامة، لتترك مساحة للإبداع والإنجاز".
وفي ختام حديثه قال رئيس مجلس إدارة الجمعية: "حين يتحقق هذا التصحيح الملح، فإن الإدارة المعنية بالعلاقات العلامة ستتمكن من أن تسهم بالدور المطلوب منها كأن تهيئ كل موظف في المؤسسة ليصبح ممارساً لنشاط العلاقات العامة في أسلوب تواصله مع الجمهور وهو ما نفتقده بوضوح، وحين يتحقق هذا التصحيح الملح، فإن العلاقات العامة ستهيئ المسؤول الأول عن المؤسسة ليصبح ممارساً كذلك للعلاقات العامة في الجانب الذي يختص بعمله".
وفي كلمتها سلطت الدكتورة فوزية آل علي مساعد عميد كلية الاتصال بجامعة الشارقة الضوء على أهمية وسائل الاتصال الجماهيرية لمخطط برامج العلاقات العامة، مبينةً أن العلاقة بين العلاقات العامة ووسائل الإعلام تقوم على التوازن في ظل التطورات المتلاحقة التي شاهدتها وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن الملتقى جاء ليناقش هذه التطورات ويضع أمام الممارسين والباحثين الأطر النظرية والمعرفية التي تساعدهم في بناء علاقاتهم مع وسائل الإعلام.
عقب ذلك ألقى مدير الجامعة الدكتور "أبا الخيل" كلمة أكد فيها أهمية دور العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية؛ لما تحمله من أهداف كبيرة تتمثل بنقل الصورة الحقيقية عن المؤسسة، مشيراً إلى أهمية الصدق في الإعلام وعدم البحث عن الإثارة المصطنعة التي تجلب الضرر للمجتمع.
مبيناً أن جامعة "الإمام" تهتم بجانب العلاقات العامة وذلك من خلال إنشاء الكليات المتخصصة التي تضم الخبرات والكفاءات المميزة، وقد توج ذلك وأصبح أكثر أهمية وشمولية وأعظم من خلال صدور القرار السامي الكريم بإنشاء كلية الإعلام والاتصال، وهذا يجعلها أول كلية متخصصة في الجامعات السعودية والشرق الأوسط.