رافقت عدسة "سبق" فرق الدفاع المدني في جولةٍ استمرت ثلاث ساعاتٍ لعملياتِ إنقاذٍ لعوائل ومحتجزين، ورصدت غرق أحياءٍ بالكامل، وكذلك سقوطاً لأعمدة إنارة وأخرى للضغط العالي، وإغلاقاً للطرقات في محافظة رنية. "سبق" بدأت الجولة بتواجدٍ في غرفة عمليات الدفاع المدني، ورصد مئات الاتصالات وحالة الاستنفار فور هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بزخاتٍ من البرد، وأثناء تعرّض عوائل ومركباتٍ للاحتجازات، ومن ثَمَّ حدوث ماساتٍ كهربائية في بعض الأحياء والمراكز. ورصدت "سبق" حالة الرعب والخوف بعد تلقي غرفة العمليات بلاغاً من شركة كهرباء رنية بعد اجتياح المياه للمولدات، ومخاوفهم من حدوث انفجار وأضرار جسيمة- لا قدّر الله-، وتعاملت معه الفرق الميدانية بصفة سليمة. وانطلقت "سبق" برفقة مدير إدارة الدفاع المدني في المحافظة، المقدم محمد الشريف، بعد تلقيه بلاغاتٍ عن احتجازاتٍ لمنازل ومركبات، تركّزت في حي السلم وأخرى في المخطط الشمالي بوسط المحافظة، وجرى إسعافهم وإنقاذ المحتجز منهم وإبعادهم عن مصدر الخطر. ورصدت "سبق" عشوائية في حركة السير ولا مبالاة من بعض المواطنين المعرضين أنفسهم للأخطار واتجاههم للمناطق الوعرة والمليئة بالأخطار، رغم محاولاتٍ لمنعهم من قِبل فرق الدفاع المدني، وفي ظل غيابٍ تام من فرق المرور عن تنظيم الحركة، تحديداً في المناطق المتضرّرة كثيراً "وسط مركز المحافظة"، وفي طريق "رنية- الأملح" وكذلك طريق "الأمير خالد الفيصل"، وأيضاً طرقات "المخطط الشمالي". وانطلقت "سبق" سوياً برفقة مدني رنية لإنقاذ حافلة تحمل معلماتٍ توقفت بهن في منتصف حي "الحزم" بوسط المحافظة، وجرى إنقاذهن دون لحاق أضرارٍ بهن. وتلقت "سبق" أثناء السير إخباريةً عن "عقم" كبير احتسبت به المياه وأصبح بمثابة السد، وقد يُشكّل خطراً جسيماً على سكان قرية الدارالبيضاء. وباشرت مُعدّات الدفاع المدني الموقع، واستطاعت إنهاء احتباس المياه وإنهاء خطره على السكان. وزادت حِدة البلاغات على عمليات مدني رنية، وسط استنجادات مُبلغيها بكونهم برفقة عوائلهم وقد تعرّضوا للغرق، مما أدّى لاستنفار الفرق وقطعها مسافةً بلغت قُرابة 60 كلم، ليتضح فيما بعدُ، بأن البلاغ غير دقيق وعبارة عن احتجاز مركبة في إحدى الشِعاب دون وجود للعوائل بها. ولا زالت فرق الدفاع المدني تتمركز حول الطرق المقطوعة بالمياه؛ لتنبيه العابرين بخطورتها، وسط محاولاتٍ لفتح الطرق وإعادة انسيابية حركتها. وقال مدير إدارة الدفاع المدني في رنية، محمد بن غالب الشريف ل"سبق": "لا شكّ أن جولتكم الصحفية ووقوفكم عن قُرب حول عمل فرق الدفاع المدني واستنفارها ككل، في وقتٍ كان ينبغي أن يكون فيه المواطنون أكثر تأنياً، وعدم خروجهم وتعرّضهم للأخطار وقت الهطول". وأضاف: "لعل وجودكم في غرفة العمليات ومراقبكم لنوعية البلاغات وإدراككم بكون مُعظمها كان ناتجاً عن احتجازات واقترابٍ من بطون الأودية والشِعاب، رغم التحذيرات المسبقة". ولفت "الشريف" إلى كون البلاغاتٍ لم تُحصر بعد وأن الفرق الميدانية لا زالت تقوم بعملها تجاه الإنقاذ وتعمل على فتح الطرقات، مؤكداً أن العمل أصبح سهلاً عقب تلقيهم دعماً ومساندة من محافظتي "تربة والطائف". وقال: "أنقذنا العوائل والأسر، ولا زال العمل مُستمراً حتى عودة الأمور لسابق عهدها بعد توفيق الله". وكانت محافظة رنية شهدت أمطاراً ذات غزارة عالية وصاحبها زخاتٍ من البرد، تُعد الأبلغ في الغزارة والأضرار، وخلقت من الجبال بياضاً ناصعاً، وتحوّلت معها الطرقات والشوارع إلى بحيراتٍ ومُستنقعاتٍ، وأحدثت انقطاعاتٍ كهربائية وسقوطاً لأعمدة إنارة وأخرى للضغط العالي، وسط حالةٍ من الاستنفار عقب استمرار الهطول لأكثر من ساعتين متواصلتين.