كشفت الأمطار الغزيرة يوم أمس على محافظة رنية عدم فاعلية مشاريع تصريف السيول, بعدما امتلأت الشوارع بالمياه, وحدثت أضرار في بعض الطرقات المارّة بمشاريع خاصة بالتصريف. لكن رئيس بلدية رنية راجح البقمي قال ل"سبق": إن مشروع تصريف السيول كان ذا فاعلية, مؤكداً أنه لا وجود للمياه بالشوارع اليوم. غير أن جولة قامت بها "سبق" شكلت واقعاً مغايراً لذلك, إذ بدأت الأمطار الغزيرة المصحوبة بزخاتٍ من البرد, ولم تستمر في الهطول طويلاً, بل توقفت بعد قرابة ساعة ونصف الساعة من غزارتها, إلا أن ذلك الوقت الزمني البسيط أحدث احتباساً كبيراً وفشلاً في تصريف السيول والأمطار. وامتلأت الشوارع العامة والفرعية وكذلك الأحياء بالمياه التي أعاقت الحركة وتوقفت معه المركبات الصغيرة عن السير, وسط تساؤلاتٍ وجّهها الأهالي عبر "سبق": "ما مصير منازلنا لو استمرت الأمطار في الهطول؟ هل سنغرق؟".
ورصدت "سبق" كيف شُلّت الحركة عُقب الأمطار التي تسببت في تعطّل الإشارات الضوئية، وإرباك الحركة المرورية في شوارع وسط المحافظة. وشهد طريق الأمير متعب بن عبدالعزيز الواقع في وسط رنية المؤدي لمركز المحافظة انهيارات وهبوطاً, وتراكم المياه في وسطه، ما أدّى إلى تدخل فرق الصيانة لمعالجته وإعادة صيانته. وصاحب ذلك العمل علامات التعجّب والاستغراب لأن طريق الأمير متعب, أوقف السير به كثيراً لوجود مشاريع لتصريف السيول, أنجزت قبل أيام قليلةً من زيارة أمير منطقة مكةالمكرمة الشهر الماضي للمحافظة. لكن سرعان ما خلّفت الأمطار أضراراً به وفشلاً لا يوازي تكاليف إنجازه.
ورصدت "سبق" خلو الأسواق من المتسوقين عقب تحوّل واجهاتها لبحيرات ومستنقعات أٌعيقت معها الحركة, وعانى بعض السكان كون ماكينة الصرّاف الآلي قد أُحيطت بها المياه وأصبح استخدامها يُشكّل عليهم صعوبة.
ورصدت أيضاً توقفاً للحركة على طريق "رنية- الخرمة" عقب طفح المياه في منتصفه وإعاقته للحركة المرورية, قبل أن يقع به حادث مروري في منتصف ليل أمس, عَقِبه تمركّز فرقة من الدفاع المدني وأخرى من المرور على جنباته, لتنبيه المسافرين والعابرين عن كونه يُشكّل خطورة بعدما تردد عن تعرّض أحد جنبات الطريق للانهيار ما قد يُلحق الأضرار بهم.
وقال مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة رنية المقدم محمد الشريف: "تلقى قسم العمليات لدينا بلاغاتٍ عِدة حول أضرار تتعلّق ببعض الاحتجازات المرورية, وأخرى نتج عنها تماسات كهربائية, وجميعها تم التعامل معها وفق ما هو مطلوب" . وأضاف: "تلقينا بلاغاً عن كون طريق رنية - الخرمة قد شُلّت حركته ووقع به حادث مروري لوافد من الجنسية السودانية تعرّض لإصابة ونُقل على عُجالة لمستشفى رنية العام". وأشار "الشريف" إلى أن جريان السيول وطفحها من أعلى سطح الطريق ألزم الدفاع المدني بالتعاون مع المرور إلى وضع دورياتٍ تنبيهية للمسافرين والعابرين لخطورته ليلاً, والتأني والحذر في عبوره.
ووجّه "الشريف" عتبه على المواطنين الموجودين بقرب الأودية والشعاب عند جريانها. وقال: "ليس من المعقول أن نُحذّر, وكذلك تنبه الأرصاد بهطول أمطار غزيرة على المحافظة, وفي المقابل نجد بعض المواطنين وقد احتجزت مركباتهم لقربهم من بطون الأودية والشعاب". وأكّد أن إمكانياتهم البشرية والآلية جاهزة لمواجهة البلاغات في ظل الأجواء الماطرة والمهيئة لهطول المزيد, مُشيراً إلى تمركز الدوريات حول الأودية والشعاب, ومطالبتها المواطنين عبر المكبّرات الصوتية بالابتعاد, لاحتمالية وصول سيول منقولة, وكذلك لتشبّع الأتربة بالمياه التي قد تُعيق حركة المركبات وتلحق أضراراً جسيمة.
وكانت محافظة رنية شهدت يوم أمس أمطاراً من غزيرة إلى متوسطة, صاحبها زخاتٍ من البرد, وعواصف ورياحٍ باردة, خلّفت أضراراً بالممتلكات العامة والخاصة, ما بين سقوطٍ لأعمدة الإنارة وأخرى لجدران وأسقف حديدية , وأيضاً تضرر بعض المركبات من جرّاء الاحتجازات, وانقطاعاتٍ في التيارات الكهربائية وأخرى في شبكات الهواتف النقّالة, وإرباك في الحركة المرورية في الطرق بعد تعطّل الإشارات الضوئية وامتلاء الطرقات بالمياه.