قالت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية إن المجتمع السعودي يتجه نحو التسامح، ودللت على ذلك بإعادة النظر في مصطلح "الاختلاط" والتفرقة بينه وبين مصطلح "الخلوة"، واستقبال المجتمع لواقعة الفتاة ملاك فواز المطيري من جدة التي قادت سيارتها لتنقذ أسرتها، ولكن الصحيفة أكدت أن الطريق لا يزال طويلاً حتى ترسخ مثل هذه المفاهيم الجديدة في المجتمع. وقالت الصحيفة: لقد أكد وزير العدل السعودي الشيخ محمد العيسى، ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة الشيخ أحمد الغامدي أن مصطلح "الاختلاط" ليس من الشريعة الإسلامية، وأنه قد حدث خلط بينه وبين مصطلح "الخلوة" المحرمة بين رجل وامرأة لا تربطهما علاقة شرعية. وأضافت الصحيفة: أن هذين العالمين قدما أدلة من حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسلوك زوجاته، اللائي كن يقدمن الطعام لضيوفه من المسلمين، وأن السعوديين يمارسون الاختلاط مع خادماتهم وسائقيهم بشكل عملي في حياتهم اليومية. وقالت الصحيفة إن صدور هذه الآراء عن أعضاء كبار بالمؤسسات الدينية السعودية، منح هذه الآراء ثقلاًً واحتراماًً في المجتمع، ورد كثيراً من الآراء التي تناولت الاختلاط بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بعدما أوضحت الفرق بينه وبين "الخلوة". كما استدلت الصحيفة على روح التسامح بواقعة الفتاة ملاك فواز المطيري من جدة التي قادت سيارتها لتنقذ أسرتها، وقالت: إن المطيري اكتسبت شهرة قصيرة، بسبب قيادتها لسيارة والدها وقيامها بإنقاذ أسرتها من وسط السيول، لكن أحداً لم يتذمر من قيادة الفتاة للسيارة. وأضافت الصحيفة: رغم ذلك فأمام المجتمع السعودي وقت يستغرقه حتى تصل رسالة التسامح العظيمة إلى كل فئات المجتمع، وتصبح ضمن الممارسات اليومية.