رصدت عيون "سبق" في جولتها بملتقى السفر والسياحة 2013م، الذي اختُتم مؤخراً بمدينة الرياض، ركن الكتاتيب و"المطوع" إبراهيم المزيعل بمشلحه الأبيض يلقن طلابه الآيات القرآنية والقراءة والكتابة بأسلوب عجيب، رسم البسمة والتعجب على وجوه الزوار. لم يكن توقف أمير الرياض خالد بن بندر بن عبدالعزيز وزوار الملتقى أمام خيمة الفعاليات التي تنقل الماضي بدقة وبمهنية عالية في ركن الكتاتيب إلا جزءاً من وميض العدسات والفلاشات التي توثق بدايات المملكة وخطوات نهضة الوطن طوال الدرس.
وقال "المزيعل" ل"سبق": "في الزمن الماضي لم يكن هناك مدارس نظامية، وظهرت مدرسة الكتاتيب في المساجد أو السرداب بين البيوت الطينية، وأحياناً في مكان يسمى (بطن الحوي)، وهو ساحة المنزل المفتوحة من الأعلى، أو ما يسمى ب(الليوان)".
وأضاف "يحلق الطلاب أمام المطوع على هيئة نصف دائرة، ويحمل (الفلكة)، وهي عصا مثبت على جانبها حبال لربط الطالب المخالف وضربه؛ لأن الأهالي قالوا للأستاذ (لنا العظم ولك اللحم)".
ولفت إلى أن "الدرس يبدأ غالباً بين العصر والمغرب؛ لأن الطلاب في الصباح يكونون بصحبة آبائهم في السوق، وفي الظهر يتجه جميع السكان لمنازلهم للقيلولة، وتتوقف الحركة تماماً، وبعد العصر تفتح المحال أبوابها، ثم يأتي (المطوع) دون أن يتكلم، وبمجرد مشاهدته يترك الأبناء آباءهم ويحلقون حول الأستاذ بحسب المكان الذي يختاره".
وقال: "نبدأ بتعليم القرآن والقراءة والكتابة، وتكون الحروف الهجائية بالحركات (الفتحة والكسرة والضمة والسكون)، وهناك كلمات موزونة لإسقاطها على الآيات القرآنية مثل (بخفظبي) على وزن (بسم الله) بكسر الهاء".
وأشار إلى أن "هناك من الطلاب من يحفظ القرآن كاملاً بسرعة، وكلما يحفظ طالبٌ القرآن يتم حمله على الأكتاف، ثم يقومون بالدوران داخل السوق، وهم يرددون (حافظين حافظين.. جزء عم مع ياسين)، وهذه الأهازيج لبث الحماس داخل نفوس الأهالي، الذين يقومون بتوزيع الحلوى والهدايا على الكل، وهي طقوس رائعة وجميلة، تكون بمنزلة الشهادة العلمية".
وأكد أنه كان يتم تكريم الحافظ بتقديمه لإمامة المصلين في جميع الصلوات لزرع الثقة بنفسه، وتنشئته نشأة صالحة.