أكد فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، حرص المركز على التواصل والتعاون مع المؤسسات الدولية الحكومية والأهلية في جميع أنحاء العالم لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والتعاون في رسم خارطة طريق عالمية لالتقاء أتباع الأديان والثقافات المختلفة حول القواسم المشتركة التي تحقق الاحترام والعدل والسلام للجميع. وفي كلمته خلال لقائه بأعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى السعودية اليوم الاثنين بمدينة الرياض كشف "ابن معمر" أن المركز سيطلق ثلاث مبادرات حزمة واحدة خلال العام الجاري؛ بهدف تعويض ما فات الأسرة الإنسانية من تأخير في مد جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وترجمة الحوار إلى ممارسات علمية تدعم المشترك، ويمتد نفعها للجميع على اختلاف أديانهم وثقافاتهم، بعيداً عن الإجراءات التنظيرية أو لقاءات النخب التي لا يمتد تأثيرها إلى الشرائح الأوسع في المجتمعات.
وأوضح أن ذلك سيتم من خلال المعايشة والتعليم والممارسات الفعلية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ولاسيما من الشباب، والتعاون حول كل ما هو مشترك وإنساني، وتجاوز كل رواسب الماضي التي طالما كانت عائقاً للحوار. وقال إن هذه المبادرات هي: برنامج "صورة الآخر"، و"مشروع الزمالة الدولية"، و"مشروع تعاون القيادات الدينية بين أتباع الأديان والثقافات لحماية الأطفال وسلامتهم".
وأضاف بأنه سيبدأ تنفيذ بعضها من شهر مارس 2013م، ويمتد تنفيذها خلال السنوات المقبلة، وتشمل منظومة من المشاريع والأنشطة للمساعدة على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمركز.
وقال "ابن معمر" إن برنامج " صورة الآخر"، الذي سوف ينطلق قريباً، يتضمن ثلاثة مؤتمرات دولية، تتم إقامتها على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وأضاف بأن كل مؤتمر يتناول أحد الموضوعات التي تسهم في تصحيح الصورة النمطية المغلوطة، ومنها مؤتمر "نحو تعليم أكثر إثراء" في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، المقرر أن يعقد في فيينا.
ويناقش المؤتمر الثاني الذي يعقد عام 2014م دور وسائل الإعلام في تصحيح المفاهيم النمطية السائدة بين أتباع الأديان.
أما المؤتمر الثالث، ضمن مبادرة "صورة الآخر"، فيتعرض لشبكة الإنترنت وكيف يمكن الإفادة منها في تعزيز المواقف التحليلية الناقدة ضد التعصب والتحيز، سعياً إلى حوار إيجابي يؤسس للعدل والسلام والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات.
أما برنامج "مشروع الزمالة الدولية" فيستهدف الشباب الطامح للعمل في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من القيادات المهتمة بالدراسات الدينية في كل مجتمع.
ويتضمن المشروع إقامة أربع دورات، وتقوم لجنة من أعضاء المنتدى الاستشاري للمركز باختيار 30 شخصية من أتباع الأديان في العالم؛ لقضاء فترة تمتد من شهر إلى أربعة أشهر معاً بهدف تعميق معرفتهم بالمشترك بين الأديان وتقوية التزامهم بالحوار، على أن يشاركوا خلال هذه الفترة في العمل على مشاريع بحثية حول المشترك بين الأديان والثقافات.
كما يتضمن البرنامج تنظيم رحلات للمشاركين في كل دورة إلى المواقع التاريخية التي شهدت مواجهات بين أتباع الأديان والثقافات على مر العصور، إضافة إلى المشاركة في أنشطة المركز بشكل يعمق من فهمهم، ويعزز من قدرتهم التنظيمية، ويمهد لوجودهم القيادي المستقبلي بوصفهم سفراء للحوار في مجتمعاتهم.
وبحسب "ابن معمر"، يهدف برنامج "تعاون أتباع الأديان والثقافات لحماية الأطفال وسلامتهم" لإتاحة الفرصة لتمكين وحشد الزعامات الدينية والمؤسسات الدينية والأفراد من مختلف دول العالم للعمل على حماية الأطفال دون سن الخامسة، وضمان سلامتهم تجسيداً لرسالة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تسهيل الحوار بين كل أتباع الأديان والثقافات وتعزيز التعاون واحترام التنوع والاختلاف.
وقال إن هذا البرنامج يوفر حافزاً لتعزيز الممارسات الصحية المنزلية المدعمة من خلال مهارات الحوار التي تحترم تعزيز المعرفة بأفضل الممارسات لتجنب الكوارث، ومن ثم توحيد جهود المجتمعات كافة لحماية هذا الحق الإنساني من خلال الحوار والتعاون بين المؤسسات الدينية لنشر الممارسات المنزلية التي توفر الحماية والسلامة للأطفال، بوصفها نموذجاً لمجالات التعاون والتلاقي حول المشترك بين أتباع الأديان والثقافات لما فيه خير الإنسانية وتعزيز دور الأسرة.
وعبّر "ابن معمر" عن ثقته وتفاؤله بتفاعل المؤسسات الدينية كافة مع هذه المبادرات الثلاث، التي تمثل في مضمونها جوهر رسالة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ليس فقط من أجل إنهاء النزاعات والصراعات بل أيضاً ترسيخ المبادئ والقيم الأخلاقية التي تنتصر لكل ما يحقق السلام والعدل والخير لكل بني البشر.