في الوقت الذي ضج فيه الرأي العام لقضية الطفلة رهام الحكمي (12 عاماً)، التي نُقل لها دم ملوث بالإيدز في جازان، دفعت ضحية أخرى حياتها ثمناً للأخطاء الطبية في مستشفيات المنطقة، هي حنان الدوشي. وتكشفت ل"سبق" مأساة "حنان"، التي كُتبت فصولها بين أروقة مستشفى الملك فهد المركزي بجازان.
وكانت الضحية الجديدة مصابة بالأنيميا المنجلية، وأُدخلت مستشفى الملك فهد المركزي وهي تمشي على قدميها، وما هي إلا أيام حتى أصبحت في عداد الأموات ضحية لخطأ طبي.
وروى ل"سبق" إدريس الدوشي قصة شقيقته "حنان" التي تدهورت في 14 يوماً، وقال: "منذ 41 يوماً أُدخلت أختي حنان طوارئ مستشفى الملك فهد المركزي بأبي عريش وهي تعاني آلاماً في البطن من الأنيميا المنجلية، وكانت نسبة الدم حينها ناقصة؛ حيث اعتادت كل شهر على أن يُنقل لها دم من المستشفى".
وتابع: "بعد يومَين من نقل الدم شعرت بألم شديد في كل أنحاء جسدها، وبدأت حرارتها ترتفع، ونقصت نسبة الأكسجين؛ فأُدخلت العناية المركزة بعد اكتشاف جرثومة في الدم الذي نُقل لها".
وأكد "الدوشي" أن حالة أخته تدهورت يوماً بعد الآخر حتى فارقت الحياة، ودُوِّن في شهادة وفاتها أن السبب "جرثومة في الدم".
وأبدى "الدوشي" أسفه لتردي الأوضاع الصحية والخدمات الطبية في المنطقة الجنوبية، وغياب الإحساس بالمسؤولية من وزارة الصحة، محملاً إياها مسؤولية وفاة أخته. ولفت إلى أنه طالب بنقل أخته لمستشفى متخصص حينذاك، لكن لم يجد من يسمع صوته.
وقال: "طالبت الشؤون الصحية بسرعة نقلها لمستشفى متخصص عن طريق الإخلاء الطبي، لكن التأخُّر والمماطلة في الإجراءات جعلا الموت أسرع إليها".