على غير العادة بدأت تحذيرات الدفاع المدني والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بشأن الأمطار تستحوذ على اهتمامات المواطنين والجهات المعنية الأخرى على حد سواء, فيما بدأت الأمانات بمختلف المناطق في إعادة حساباتها حول مشاريع تصريف السيول وسارعت بشكل جدي في عمليات تفقد مجاري الأودية وعبارات تصريف السيول داخل المدن. هذه التحركات السريعة تدفعها المخاوف وترتعد معها فرائص المسؤولين في أعقاب كارثة أمطار جدة الأربعاء الماضي التي فاق ضحاياها المائة شهيد وخلفت مئات المصابين بخلاف الإضرار الجسيمة التي لحقت بالممتلكات وما تلى ذلك من أمر ملكي وصف ب"التاريخي " والذي جمع بين "الشجاعة والوضوح والرغبة في محاسبة المقصر مع لفتة إنسانية كريمة للشهداء وأسرهم والمتضررين". تراكم السحب لم يعد يجلب الفرحة في داخل المدن كما كان عليه في السابق , حيث باتت المخاوف تتسلل لقلوب المواطنين والمقيمين مع كل زخة مطر خوفاً من تكرار المأساة والكارثة ونظراً لغياب الثقة في عمل الأمانات ومشاريع تصريف السيول خاصة و أن كارثة الأربعاء حدثت في واحدة من المدن التي تعتبر من أبرز مدن المملكة تطوراً وتقدماً. زخات المطر حتى وإن كانت خفيفة أصبحت تكرر مشاهد السيارات المتراكمة والأضرار البالغة في أعين جميع من شاهد هذه المأساة ولسان حاله يقول "هل أكون الضحية القادمة؟". من جانب آخر وفي خطوات استباقية ترتعد معها فرائص المسؤولين في الأمانات بمختلف المناطق في أعقاب الأمر الملكي بشأن أحداث جدة والتوعد بمحاسبة المقصرين ومحاسبة المسؤول كائن من كان , سارعت الأمانات في متابعة مشاريع وعبارات تصريف السيول داخل المدن خوفاً من تكرار مأساة أخرى. اجتماعات وتصريحات وجولات تفقدية سريعة واهتمام بالغ بتحذيرات الأرصاد والدفاع المدني بات السمة الواضحة لعمل الأمانات رغم أن الدوام الرسمي لم يبدأ بعد , حيث إتجه اهتمام الأمانات ومسؤوليها بقضية الأمطار والسيول رغم أن الغالبية منها تجاهل احتفالات العيد نتيجة لخبطة الأوراق التي أحدثتها أمطار جدة. الكثير من المواطنين علقوا آمالهم على هذه التحركات والاهتمام الغير مسبوق ولسان حالهم يقول "رب ضارة نافعة".