هل ابتسم الحظ هذه المرة لمدينة جدة، لتصبح عروسًا بحق بعد الزيارة الكريمة التي قام بها سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز لها، وتفقده للأضرار التي لحقت بها عقب مأساة (السيل) الثاني؟! الثقة في سمو النائب الثاني تؤكد المستقبل الزاهر الذي ينتظر هذه المدينة، وهذه (العروس) التي «شاخت» قبل وقتها، ومن المؤكد أن سواعد الإصلاح -بمتابعة واهتمام هذا الرجل- ستبدأ مهامها في أقرب وقت، إذ لا يوجد ما يؤخر عجلة العمل، ويعيق عملية البدء في بناء السدود، وشق مصارف المياه، ولا عذر بعد أن فتح خادم الحرمين الشريفين خزائن وزارة المالية وعمدها بتوفير كل الإمكانات والتعزيزات بشكل فوري، وطلبه -حفظه الله- الجهات المختصة العمل ليلاً ونهارًا لإنهاء هذا الأمر، وتحذيره الجميع على محاسبة المقصرين بكل شدة. لقد أدرك سمو الأمير نايف -عقب تفقده الأحياء المتضررة من السيول- حجم الضرر، وكبر المأساة، ولمس حاجة هذه المدينة التي وصفها بكثرة تعدادها السكاني إلى الاستقرار الذي تفتقده عقب كل (رشة مطر)، لتكون بعيدة عن الأخطار والكوارث والمحن، التي تتهددها خاصة «السيول».. ولذلك جاء إعلان سموه عن اختيار شركة عالمية متخصصة لحل هذه المشكلة متفقًا مع المتطلبات، وانعكاسًا لرؤيته الثاقبة التي تبرهن على أحقية هذه المدينة من أن تمتد إليها يد الإصلاح عاجلاً، ومواكبًا للرؤى التي تطالب باستبعاد الشركات المحلية من الدخول في هذه المنافسة بالنظر للتجارب الماضية والمخيبة للآمال. المرحلة المقبلة كما أسلفت تدعو للارتياح، ذلك لأن الوعد بتفادي هذه المأساة لم يأتِ هذه المرة من (بياعي الكلام) في أمانة مدينة جدة، بل تأتي من رجل أقسم أمام الله على استتباب الأمن في هذه البلاد، فبر بوعده، وصدق في عهده، ولذلك يغمرنا التفاؤل بعودة هذه العروس إلى سابق عهدها ومجدها، في ظل الرعاية والاهتمام الذي سيشملها من قبل النائب الثاني لتصبح فعلاً (جدة غير)، ويتبدد خوف أهلها الذين ترتعد فرائصهم لمجرد ظهور «شريحة غيم». إن الورشة التي تنتظر هذه المدينة تتطلب منا الصبر، وما علينا إلاّ أن نتجاوز بعض المتاعب التي تواكب المرحلة المقبلة من أجل عيون جدة، ومن أجل بناء قنوات تصريف لمياه الأمطار إلى حيث البحر، ولتغتسل جدة بعدئذٍ من المطر ولكنها لا تغرق. الثقة كبيرة.. كبيرة في سمو الأمير نايف، وما لها إلاّ (نايف).