تحول مسجد الميقات بمنطقة جعرانة شرق شمال مكةالمكرمة لأشبه ما يكون بفندق يستقبل أعداداً كبيراً وأجناساً مختلفة من العمالة المخالفة لأنظمة العمل والإقامة للنوم ليلاً والتسول والانطلاق منه للأعمال بالمنطقة. ويجد قاصدو المسجد مناظر كثيرة وتصرفات لا تليق بالموقع يفعلها المتخلفون وسط غياب تام للجهات المختصة صاحَبَهُ استياء وغضب الأهالي. ووقفت "سبق" على معاناة أهالي منطقة جعرانة من العمالة الوافدة فقد أصبحت المنطقة خليطاً ممتلئاً بالعمالة السائبة، ومن عدة جنسيات مختلفة، ولم يكتفوا بتحركهم دون قيود، بل أنشئوا سوقاً عشوائيةًً، يبيعون فيها سلعاً مجهولة بخلاف المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي. ويعتبر أهالي المنطقة الوضع خطراً اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، ويتمنون من الجهات المختصة وبشكل خاص الجوازات والدوريات الأمنية تكثيف تواجدها، وضبط المخالفين والحد من انتشارهم؛ فالسرقات بالمنطقة أصبحت ظاهرة عادية الحدوث حسب تأكيد الأهالي، والذين ذكروا أنهم باتوا يتوقعون حدوث أي تجاوزات ومخالفات إجرامية بالمنطقة، في ظل كثافة أعداد المجهولين. وقد رصدت "سبق" عدداً من مخالفي الأنظمة يقومون ببيع الأسماك والمواد الغذائية والخضار والفواكه مجهولة المصدر، ويضعونها في أكياس وصناديق لإيهام المشترين بجودتها، بينما هي فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي ناهيك عن الروائح النتنة والكريهة التي تفوح منها. كما تم رصد مسجد الميقات والذي تحول إلى غرفة نوم لمجهولي الإقامة، حيث يتسولون داخل المسجد ويضايقون المعتمرين والمصلين، وفي آخر الليل ينامون داخل المسجد ويتقاسمون زواياه مع أبناء جلدتهم حسب الاتفاق بينهم. وأكد الأهالي ل"سبق" أنهم طلبوا من الجهات المختصة مراراً معالجة الوضع والتدخل سريعاً لتطويق مشكلة انتشار مخالفي أنظمة العمل والإقامة في جعرانة، مشيرين إلى أنهم يتزايدون فيها بطريقة ملفتة، ومشددين على أهمية تكثيف الحملات الأمنية لوضع حد لهذه الظاهرة.