في حين دعا مصدر مسؤول في وزارة الصحة أهالي جدة بتضييق الخناق على الباعة الجائلين بعدم إعطائهم الفرصة في ترويج بضائعهم، شكا الأهالي من تزايد أعداد الباعة المتجولين خاصة أمام المدارس وقت الانصراف مروجين موادهم الغذائية «المسمومة» على الأطفال. وأكد المصدر أن هناك دوريات مستمرة من قسم المراقبة والمتابعة في الشؤون الصحية، تتعاون مع أمانة محافظة جدة وتشارك في حملات ضبط الباعة المتجولين، ورصد المخالفات الصحية على المحلات التجارية. والواقع يرصد الباعة الجائلين في كل مكان يتجمع فيه الناس، أمام الجوامع والمساجد، والمدارس، والحدائق العامة، والأسواق، مخالفين نظام الإقامة والعمل، متحدين الأمانة وفرق الصحة، دافعين أطعمتهم الملوثة بعوادم السيارات على عربات متهالكة تغطيها الجراثيم. ويلاحظ تواجد العربات المكشوفة والمخالفة وسط محافظة جدة، وتتمركز في أحياء العزيزية، المكرونة، شارع غرناطة، بني مالك، والأسواق الشعبية العشوائية، مشكلة نقاط بيع ثابتة بشكل غير قانوني، ويديرها عمالة مخالفة لأنظمة العمل من جنسيات عربية، وأفريقية، وآسيوية، وتشاهد أمام مداخل المنازل العشوائية، هربا من عين الرقيب التي ابتعدت عن الوصول إلى أماكنهم، ما كثف وجودهم صباح مساء. وأكدت أمانة محافظة جدة، أنها تعمل على خطة مشتركة مع الجهات الحكومية لردع الظواهر السلبية عن طريق مراقبيها في البلديات والأمانة ومساندة الجهات الأمنية، تفاعلا مع غرفة عمليات الأمانة ومباشرة البلاغات الواردة. وعبر قاطنون في أحياء وسط جدة عن استيائهم من انتشار الظاهرة دون وضع حد رادع لها، خاصة وأن العاملين من دافعي العربات تتزايد أعدادهم بشكل ملحوظ، بالرغم من جهود الأمانة في كبح مثل هذه الظواهر، مشيرين إلى أن العمالة تستغل وقت انصراف الطلاب من مدارسهم لبيع بضائعهم. وأشار محمد القصاص إلى أن العديد من العربات التي تبيع المواد الغذائية، موادها مجهولة المصدر وربما تكون طرق تخزينها سيئة في مستودعات عشوائية وغير صالحة للاستهلاك الآدمي. ويقول عادل المالكي «لو حدثت حالة تسمم كيف سيتم القبض على الجاني، وأين دور الجهات الرقابية بدءا بالجوازات وحماية المستهلك، وصولا إلى الفرق الميدانية التابعة للبلديات». وأضاف «إن الباعة الجائلين يتواجدون بشكل كبير في الأحياء منذ الصباح الباكر، وحتى بعد منتصف الليل، ويقومون ببيع المواد الغذائية على الأطفال وغيرهم ونحن لا نعرف مصدر هذا الطعام». الجدير بالذكر أن أمانة محافظة جدة اعتمدت اللائحة التنظيمية للباعة المتجولين، وتضمنت تنظيم عملهم وإيجاد فرص عمل نظامية للمواطنين منهم، ومنع الأجانب من ممارسة هذا النشاط، مشترطة أن تكون الأكشاك المتنقلة ذات تصميم هندسي يتناسب مع الشكل الجمالي والجوانب الصحية للبضائع المعروضة.