نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريراً تحت عنوان "داخل حياة المتسابقين العرب المتهورين.. يستخدمون سيارات رياضية فاخرة والسكان المحليون يشعرون أن حياتهم أصبحت بائسة". وقالت الصحيفة إن التقرير المنشور هو عبارة عن نقل لفيلم وثائقي أذيع على القناة الرابعة البريطانية، حول كيفية تحول أحد أشهر الأحياء الغنية إلى ساحة سباق بين ما يطلقون عليهم السكان المحليين "الخليجيين"، وكيف أن السكان أصبحوا لا يذوقون طعم النوم ليلاً؛ بسبب أصوات المحركات وصرير العجلات جراء تسابق الشباب الخليجي فيما يطلق عليه محليا ب "التفحيط". وتُعد ضاحية نايتسبريدج وسط العاصمة لندن والقريبة من محلات هاردوز الشهيرة، والتي يبلغ متوسط سعر المنزل بها 3.6 مليون جنيه إسترليني هي المكان المفضل ل "شباب الخليج". وكشف الفيلم الوثائقي أن الشرطة اللندنية تبذل قصارى جهدها من أجل تضييق الخناق على "المفحطين الخليجيين"، وقد يصل الأمر إلى مصادرة السيارة من أي شاب يضبط متسابقاً بصورة غير شرعية أو قد تزعج السكان. ونقل الفيلم عن باندا مورجان توماس، إحدى القاطنات في الضاحية وتبلغ 59 عاماً، وتقود حملة من أجل منع القيادة الجامحة، التي تؤكد أنها تسببت في آلام مستمرة طوال السنوات الأخيرة، مضيفة "الكثير من السكان يشكون من عدم القدرة على النوم، وهناك غضب شعبي من التراخي الأمني في التعامل مع تلك الظاهرة، فنحن محرومون من النوم ومن ممارسة حياتنا بصورة طبيعية". وتابعت الصحيفة في نقل ردود أفعال المقيمين في الضاحية، حيث قال جاستن داونز: "كانت منطقتنا هادئة، لكن منذ أتت تلك السيارات الرياضية الباهظة الثمن ويركبها الخليجيون، بدأنا نشعر بالخطر؛ لأنهم يتباهون دوماً بالقيادة الجامحة والخطرة حول محلات هاردوز، لو كان من يفعل هذا مواطناً بريطانياً حقاً كان سيحاكم بتهمة القيادة الخطرة؛ لكن الأمن يتساهل كثيراً معهم". وكشف الفيلم الوثائقي أن الأمن ضبط عدداً من السيارات الرياضية الفاخرة المملوكة للأجانب من ماركات فيراري ولامبورجيني وكوينيجسيج، موجهين لقائديها اتهامات بالقيادة من دون وجود لوحات أو من دون رخصة قيادة، وما إلى ذلك. ونقلت الصحيفة عن شاب (27 عاماً) من المملكة العربية السعودية، حيث يأتي للملكة المتحدة كل عام في عطلة، تصريحات قال فيها: "أسمع دوماً السكان يشكون، لكنهم لم يوجهوا الشكوى لي شخصياً، وإذا ما شكا شخص من شيء يخصني سأحترمه بكل تأكيد، وسنلبي له ما يريد، فنحن هنا مجرد أجانب". ثم نقلت تصريحات عن شاب آخر كويتي, وقالت إنه يأتي بريطانيا سنوياً بسيارته لامبورجيني التي يبلغ سعرها 250 ألف جنيه إسترليني، وقال: "نأتي فقط حينما يكون الوقت ملائماً، ولا أعتقد أننا نسبب إزعاجاً أو مشاكل للآخرين، وإذا كان هناك شخص يعاني من مشاكل جراء قيادتنا للسيارات، عليه أن يتحدث معي ويطلب مني عدم فعل ذلك، وأنا سأستمع له جيداً ولن أفعل ذلك مجدداً". وتابع قائلاً: "جمعينا نشعر بالحزن بعد نهاية عطلتنا السنوية التي تستمر لنحو 3 أشهر كل عام، فنحن نجد هنا المتعة ومضطرون الآن للعودة إلى بلادنا". وأظهر الفيلم عقب تلك التصريحات سحب الشرطة لأكثر من سيارة مملوكة لكويتيين، بحجة عدم وجود التأمين الصحيح بها واختراقها عوامل الأمان المخصصة للقيادة في شوارع العاصمة. وفي نهاية التقرير نقلت "دايلي ميل" تصريحات عن منتج الفيلم الوثائقي جوني يونج، قال فيها "الفيلم يرغب في الذهاب لما هو أبعد من مجرد رصد تلك الظاهرة السلبية، فتدفق الثروات العربية للعاصمة خلال العطلات يجذب بالطبع فوائد عديدة علينا، لكن بالنسبة للسكان المحليين هناك سلبيات تفوق بالنسبة لهم أي إيجابيات أخرى".