شن سكان حي (نايتسبريدج) الراقي في لندن حملة منظمة من أجل القضاء على ضجيج السيارات الرياضية الفاخرة والأصوات المرتفعة للموسيقي العربي، التي يقوم بها أثرياء خليجيون في الحي. وقال بروس برنجر، المؤسس المشارك لمجموعة حملة السكان لوقف ضجيج سيارات السباق التي تؤرق نومهم، إن الأمر "يشبه وجود نقطة انطلاق سباق لومان خارج نافذة غرفة نومك مباشرة"، وأضاف أن سيارات "رولز رويس لا تحدث ضوضاء، لكن السيارات الرياضية الفاخرة هي التي تفعل ذلك". وأشارت صحيفة (ديلي تليجراف)، الإثنين 23 أغسطس 2010، إلى أنه عندما يسدل الليل أستاره، تعج شوارع حي نايتسبريدج الراقية بضجيج السيارات الرياضية الفاخرة وبالأصوات المرتفعة للموسيقى العربية، ما يجعل السكان يشعرون أنهم كما لو كانوا "في دبي" وليس في أحد أفخم الأحياء السكنية في لندن. وأثار السائحون من الأثرياء العرب الذين يصطحبون سياراتهم من طراز (بوجاتي) و(فيراري) و(لامبورجيني) في طائرات خاصة من أجل سباقات يصم صوتها الأذان بطول الشوارع التي تنتشر المتاجر على جانبيها؛ غضب السكان هذا الصيف وجذب انتباه الشرطة. وأكد روجر "لسنا متعصبين.. السائحون من الدول الخليجية محل ترحيب ولطالما كانت لندن مدينة ترحب بالأجانب"، وقال: "لكن هذه المنطقة أصبحت على نحو سريع مكانا لا يسعد المرء بالحياة فيه". ودفعت أسابيع من الضوضاء وليال الأرق جراء دوران محركات السيارات السكان إلى اليأس، وتشتهر هذه السباقات محليا باسم (حفلات الطواف)، واعتقلت الشرطة مطلع الشهر الجاري اثنين من الرجال العرب بعد أن فقدا السيطرة على سيارة، ما أسفر عن تحطم أربع سيارات كانت متوقفة في مربع سكني هادئ عادة، ومن المقرر أن يمثل الرجلان، وهما من دولة الإمارات العربية المتحدة، أمام المحكمة في شهر أكتوبر المقبل بتهمة القيادة بطريقة خطيرة والقيادة دون تأمين. وتزداد حدة المشكلة التي يواجهها السكان بسبب عربات الريكشا التي تنقل السائحين العرب بجوار واجهات متاجر جوتشي وبرادا وأرماني في الساعات المبكرة ، حيث تتعالى أصوات الموسيقى العربية من مكبرات الصوت، وتمثل عربات الريكشا غير المرخصة التي تسير أحيانا بواقع ثلاث جنبا إلى جنب، مشكلة للسيارات والحافلات في لندن التي تحاول المرور من جوارها وتجبر المارة على "الانحناء والانطلاق سريعا هربا من الخطر"، وفقا لما ذكرته الحملة. وقالت كارين مورجان توماس، أحد مؤسسي مجموعة حملة السكان، "يوما ما ستصبح مميتة، هناك حادث ينتظر الوقوع"، وتقول مورجان توماس متحدثة عن ركاب عربات الريكشا الذين غالبا ما يكونون فتيات يداعبن رجالا يرتدون عباءات عربية ويتنزهون بطول شارع سلون ستريت أحد أشهر شوارع التسوق الحصرية في لندن، إنهم "ليسوا سكارى لكنهم يشعرون بالملل"، وتضيف "السير في سلون ستريت خلال الليل يجعلك تشعر وكأنك في دبي أو مراكش"، كما تدفق النشالون والمتسولون بصورة كبيرة على المنطقة. وذكرت توماس مورجان أن بعض المتسولين الأوروبيين يرتدون ملابس عربية لجذب التعاطف، مضيفة أنها رأت "طفلا عربيا" يعطي متسولا ورقة مالية من فئة 50 جنيه استرليني (78 دولارا). ويتزايد دعم حملة السكان بصورة كبيرة من ناحية أخرى، حيث بدأت محادثات مع المجلس المحلي والشرطة بشأن تطبيق أشد صرامة لتشريع يناهض نشر الضوضاء في البيئة وقواعد خاصة بالالتزام بحدود السرعة وقواعد غرامات على انتظار السيارات. ولا يزال تجري مناقشة زيادة تواجد الشرطة في المنطقة، وقال هشام علي رضا، صاحب شركة مقاولات سعودية يعيش في المنطقة، إنه "منزعج ومحرج" من سلوك الشباب في سياراتهم السريعة، وقال رضا لصحيفة (ديلي تليجراف) "نرغب في توقف هذا. المشكلة هي أنهم يأتون من مجتمعات مغلقة للغاية لا يسمح فيها بالاختلاط بين الجنسين. لذا عندما يحضرون للندن في الصيف فإنهم يتصرفون بطريقة ماجنة، إنه نوع من طقوس المغازلة". وتجري الحملة أيضا محادثات مع ممثلي العائلة المالكة القطرية، المالك الجديد لمحلات (هارودز)، المحلات الفاخرة القريبة من المكان الذي يجذب عددا كبيرا من العملاء من الشرق الأوسط، وتقول مورجان "كانوا متعاونين جدا.. هارودز يرغبون في أن يكونوا جيرانا طيبين، لكنهم ليست لديهم السلطة لفرض قواعد خارج بابهم الأمامي".