شن الشيخ عوض القرني هجوماً عنيفاً على الحركات الليبرالية، منتقداً عدم تقبلها لنتائج الانتخابات والاستفتاءات، وانقلابها على المفاهيم التي تدعيها، وأضاف قائلاً: "هؤلاء الصحفيون الليبراليون من بقايا التيارات اليسارية الماركسية والشيوعية، وتحوّلوا عندما سقطت الشيوعية إلى النقيض منها: الليبرالية، ولو كانوا ليبراليين حقيقيين هل كانت هذه مواقفهم؟ بل هم يعيشون وفي داخلهم القيم اليسارية الإقصائية، وليسوا ليبراليون حقيقيين، ولذلك لا يؤمنون بصناديق الانتخاب". ووفي رده على اتهامات بعض الصحفيين بأن الإسلاميين قد قدّسوا جماعة الإخوان وجعلوهم فوق النقد، قال الشيخ القرني: "حركة الإخوان ليست فوق النقد، بل يجب أن ينتقدوا كما طلب أبو بكر الصديق رضي الله عنه من رعيته تقويمه، والرئيس محمد مرسي بنفسه اعترف بأخطائه وتراجع عنها. ولكن الذي أعترض عليه هو الكذب والافتراء عليهم، وهذا ما شاهدناه في كثير من وسائل الإعلام العربي". جاء ذلك في حلقة مثيرة من برنامج حراك الذي يبث على فور شباب ويقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم، وخصص حلقته الليلة الماضية للحديث عن الحراك في مصر وما دار حوله من مساجلات بين النخب السعودية، واتهام البعض بوجود تنظيم سري للإخوان المسلمين بالسعودية قد بايعوا المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين. وشارك في البرنامج كل من الدكتور عوض القرني المفكر الإسلامي، ود.محمد العوين الكاتب بصحيفة الجزيرة، ود.فهد العرابي الحارثي رئيس مركز أسبار، ود.عبدالرحمن الوابلي الكاتب بصحيفة الوطن، ود.صفوت حجازي الناشط المصري، ولطفي عبداللطيف رئيس رابطة الإعلاميين المصريين في السعودية. وأكد د.عوض القرني أن الاهتمام بما يجري بمصر نابع من أهمية مصر على مستوى العالم العربي والإسلامي، وأضاف قائلاً: "نحن والشعب المصري جزء من أمة واحدة، فنحن كالجسد الواحد، فلذلك نهتم بما يجري بمصر وسوريا والعراق وفلسطين، وغيرها من بلاد العالم الإسلامي". وأشار إلى أن الأنظمة العسكرية المستبدة قد غيبت مصر عن هويتها العربية والإسلامية. ولفت القرني إلى أن "ما يجري في مصر يؤثر على الأمة العربية بشكل عام، ويؤثر علينا نحن في السعودية بشكل خاص، لأن علاقاتنا مشتبكة مع مصر". وعن الاتهامات بوجود تنظيم للإخوان المسلمين بالسعودية، قال القرني: "وجود الإخوان في بلادنا قد تناقشنا حوله كثيراً، وقلت: نعم يوجد تأثر بالفكر الإخواني، وهذا غير مستغرب لأن الإخوان حركة إسلامية في بلد إسلامي، ويوجد أيضاً عندنا ليبراليون وماركسيون متأثرون بالفكر المادي الغربي، ولكن كما قلت سابقاً إن تنظيم الإخوان بمفاهيمه المصرية لا وجود له، لأنه لا حاجة له". وأكد الشيخ القرني على أنه ضد تصدير الثورة المصرية لبلادنا، وأضاف قائلاً: "نؤكد على عدم تصدير الثورة للسعودية، والإخوان بنفسهم أعلنوا أنهم لن يصدروا الثورة إلى الخارج". وفي المقابل أكد د.محمد العوين على أنه مع مصر قلباً وقالباً، ولكنه يختلف من مع من يجعل قضية مصر قضية وطنية سعودية، وأضاف قائلاً: "أحد خطباء الجمعة ممن حضرت له بالرياض أوشك أن يبايع مرسي!" مضيفاً: لماذا لم نر هذا الحماس في الثورة السورية، والسوريون يقتلون كل يوم؟ إن وراء الأكمة ما وراءها!. واتهم العوين جماعة الإخوان المسلمين بتصدير مناهجهم إلى السعودية، وقال: "هناك تصدير للفكر الإخواني، لأنه كما هو معلوم أن هناك تنظيماً عالمياً للإخوان المسلمين، وهم يمتهنون الدعوة السرية ويخفون أسماء قادتهم. فهل يمكن أن نشك أن هناك منتمين للإخوان في بلادنا؟". وفي سؤال وجهه له مقدم البرنامج عبدالعزيز قاسم بإعطائه أسماء من أكد على أنهم من الإخوان وبايعوا المرشد العام للجماعة، أجاب العوين "أنا لا أستطيع أن أعطيكم بياناً بأسماء من بايعوا المرشد، فهذا ليس من عملي، بل هو من عمل المحققين الأمنيين". وأوضح د.العوين أنه قبل أن يأتي إلينا الإخوان لم يكن هناك تطرف، ولم يأت التطرف إلا بعد أن نشروا فكرهم في بلادنا. متسائلاً عن عدم اهتمام إسلاميين السعودية بالثورة السورية، وتركيز جهودهم لمناصرة إخوان مصر؟ موضحاً أن إخوان مصر لم يساندوا الثورة السورية. وفي رده على طرح د.العوين أكد الشيخ عوض القرني بأنه ليس صحيحاً أن الإسلاميين في السعودية لا يهتمون بثورة سوريا، وقال: "الاهتمام بالشعوب الأخرى اهتمام بذواتنا، لأننا جسد واحد، واهتمامنا بمصر وسوريا لا يكون على حساب مصلحة بلدنا". وقال القرني: "هؤلاء الصحفيون يهتمون في صحفهم بالفن والرياضة، ويخصصون لهذه القضايا صفحات عديدة! ونحن نقول إن قضايا الأمة هي قضايانا". أما عن اتهام الإخوان بنشر التطرف فأكد الشيخ عوض القرني أن التطرف بدأ قديماً قبل وصول الإخوان، واستدل بما دار بين بعض المتطرفين والملك عبدالعزيز في معركة السبلة الشهيرة قبل أن يدخل الإخوان السعودية. وفي موضوع عن الثورة السورية وتأيد الإخوان لها، تساءل القرني: هل قام رئيس عربي بموقف كموقف مرسي في اجتماع دول عدم الانحياز عندما أثنى على الثورة السورية وناصرها؟ والآن هاهو يدفع ثمن هذا التأييد وإيران تدعم المعارضة ضده.. أما رئيس رابطة الإعلاميين المصريين في السعودية لطفي عبداللطيف فقد فجر مفاجأة من العيار الثقيل، إذ قال إن المكاتب الإعلامية الخليجية في مصر يقوم عليها يساريون وناصريون وليبراليون, وهذا يتضح من التغطيات الإعلامية لأحداث مصر في الصحف الخليجية, وأشار "عبد اللطيف" إلى أن د.محمد العوين كان يتحدث بوثائق سربها أمن الدولة لمجلات مصرية كانت تعمل بأوامر هذا الجهاز المباحثي الذي تم حله, مضيفاً أن المصريين لا يسعون لتصدير ثورتهم، وقال: لم ترد كلمة تصدير الثورة في الثورة المصرية، وهذه الكلمة ليست في قاموسنا.