تعيش المواطنة "دمينة" دون هويةٍ وطنيةٍ في مركز ربوع العين (150 كلم شرق محافظة الليث)، رغم بلوغها سن 65 عاماً، بعد أن تُوفي والدها الذي لم يحصل هو أيضاً على الهوية الوطنية. وفُوجئ سكان قرية ربوع العين بأن "دمينة" لا تحمل هوية وطنية، عندما أرادت الجمعية الخيرية بربوع العين تحديث بياناتها لتجد المفاجأة. يقول ضيف الله المتعاني المدير التنفيذي لجمعية ربوع العين الخيرية: "لم نكن نعلم طوال هذه السنوات أنها لا تملك هوية وطنية، إلا عندما أردنا في الجمعية تحديث بياناتها الشخصية، لم أجد صورةً لهويتها، بل مشهد فقط من شيخ قبيلة متعان يثبت أنها من سكان القرية ومعروفة لديه". ويضيف: "ذهبت إليها فاكتشفت أن والدها تُوفي وخلفها هي واثنتين من شقيقاتها وعشن مع عمٍّ لهن تُوفي أيضاً وبعد مرور سنوات عدة تزوجت شقيقتاها فإحداهما تُوفيت بعد فترةٍ من الزمن والأخرى تزوجت أيضاً وذهبت لتقيم في مكة المكرّمة، وحصلت على الهوية الوطنية".. بينما بقيت "دمينة" في تلك الجبال وتزوجت برجل عاشت معه مدة ثم طلقها لتتزوج برجلٍ آخر من خارج القبيلة، وبقيت تعيش في تلك الجبال واشتغلت طوال حياتها برعاية المواشي، وبعد زمنٍ طلّقها لتعود وتسكن مع زوج شقيقتها الأولى، حيث كانت تعيش في جهلٍ كبيرٍ، ولم تكن لديها مواصلات في ذلك الوقت لتذهب للأحوال المدنية لطلب الهوية الوطنية وبقيت على حالها حتى اليوم. المتعاني أكّد أنها معروفة في القبيلة منذ ولادتها، كما أن أعيان القبيلة يعرفون والدها ونسبها من الألف إلى الياء بشهادة شيوخ قبيلة متعان، مشيراً إلى أنها تعيش الآن على حسنة المحسنين؛ إذ لا دخل لها، حيث إنها لم تستطع التسجيل في الضمان الاجتماعي بسبب عدم حصولها على الهوية الوطنية. من جانبها، ناشدت "دمينة" المسؤولين في الأحوال المدنية بالليث، بزيارتها لعدم قدرتها على الذهاب إليهم حيث لا يوجد مَن يقوم برعايتها سوى زوج شقيقتها الأولى، التي تعيش معه الآن لكنه فقير الحال، ولا توجد لديه مواصلات، لإيصالها لهم.