نفَّذت الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة جازان فعاليات الدورة التدريبية العملية في طريقة استخدام المواد المحلية في البناء بالحجر والطين التي حملت شعار "تمكين المجتمع المحلي من تطوير مواقع التراث العمراني"، وذلك بقلعة الدوسرية بجازان. وقد شارك في الدورة وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبد الله بن محمد السويد وأكثر من 30 متدرباً سعودياً من أبناء جازان. وتهدف الدورة إلى تمكين المجتمع المحلي، خاصة فئة الشباب، من الاستفادة من تراثهم العمراني القديم والمميز، وتدريبهم على كيفية البناء بالحجر والطين والطرق المستخدَمَة في أعمال التشييد قديماً، وإيجاد فرص عمل لهم بعد اجتياز الدورة التدريبية؛ حتى يتمكنوا من المحافظة على التراث العمراني القديم. وأوضح المدير العام ل"المشاريع والتنمية" في مشروع التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس محسن بن فرحان القرني، الذي قدَّم الدورة، أن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وجَّه بإقامة دورات تدريبية تمكن المجتمعات المحلية من حفظ المواقع التراثية بهدف المحافظة على هذا الإرث المميز وإيجاد جيل يستفيد من تراثهم المعماري القديم. وقال إن هذه المباني تحفظ الهوية المعمارية التقليدية القديمة التي تتنوع بين منطقة وأخرى، وتعكس بمحتوياتها فن العمارة الإسلامية والعربية في الأقواس والتيجان والنوافذ الخشبية والتصميم المعماري المحافظ وأعمال النحت الدقيق والمترابط فيها. ويمثل الحفاظ على التراث العمراني استثماراً بين الهيئة وشركائها؛ حيث له أهمية ثقافية وتاريخية وحضارية واقتصادية. وأكد المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان المهندس رستم الكبيسي أن عدداً من المختصين، بينهم مهندسون معماريون من داخل السعودية وخارجها، شاركوا في التدريب الميداني بقلعة الدوسرية، بحضور أكثر من 30 متدرباً. ويُطلق على جازان اسم "لؤلؤة الجنوب" و"قبلة السياحة الداخلية"؛ فآثارها العريقة محطة السياح، وتوجد بها آثار ثمودية يرجع تاريخها إلى 8000 قبل الميلاد.