قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء "إيثار"، الشيخ عبدالعزيز التركي، إن إحصاءات الجمعية تؤكد أنه يوجد في السعودية أكثر من 13 ألف مريض كلى، الجاهزون منهم للزراعة على لائحة الانتظار ستة آلاف مريض، بينما المتبرعون 70 حالة وفاة دماغية فقط، داعياً شرائح المجتمع كافة إلى التبرع. يأتي ذلك بمناسبة انطلاق فعاليات حملة "معاً نزرع الأمل"، التي نظمتها أمس الجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء "إيثار"، بالتعاون مع مركز زراعة الأعضاء وقِسم التثقيف الصحي بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وبرعاية سباق الجري الخيري السنوي في المنطقة الشرقية، والتي شهدت حضور أكثر من ألف زائر في مجمع دارين مول بالدمام. وقال الشيخ عبدالعزيز التركي: "الهدف الأساسي من هذه الحملات هو تثقيف المجتمع في قضية التبرع بالأعضاء؛ فهناك عدم فَهم وعدم إدراك لأهمية التبرع بالأعضاء، وخوف غير مبرر من المريض والمتبرِّع، وخوف من الناحية الدينية لوجود شيء مبهم، هو عدم معرفتهم بأن الفتاوى الشرعية تجيز التبرع بالأعضاء في حالة الوفاة الدماغية، بعدما يثبت الأطباء أن هذا الإنسان انتهى سريرياً، وليس فيه أمل بالشفاء. والأمر الآخر أن الفتاوى اعتبرت التبرع بالأعضاء مثل الصدقة الجارية، تُحسب للإنسان بعد مماته، وفي الوقت نفسه تُحسب لأهاليهم". وأشار التركي إلى "وجود فجوة كبيرة بين المحتاجين والمتبرعين؛ بسبب سوء الفَهم لدى المتبرعين والمستفيدين؛ لذلك بعض المرضى يحاولون تغطية الفجوة بالذهاب إلى تجار الأعضاء في الخارج، والشراء منهم بمبالغ خيالية، ويعمل العملية، ونحن نسعى من خلال الجمعية، وكذلك من خلال الجمعية السعودية للتبرع بالأعضاء بالرياض، أن نسد هذه الفجوة". وحث التركي شرائح المجتمع كافة على التبرع؛ لازدياد قضايا التجارة بالأعضاء في الآونة الأخيرة عالمياً، مبيناً أن السعودية "وقَّعت على محاربة التجارة بالأعضاء؛ ولا بد أن يكون لدينا بديل، وتجرى عمليات ناجحة في المركز السعودي للتبرع بالأعضاء ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وعلى أعلى مستوى، دون الحاجة للذهاب إلى مستشفيات تجارية لا تعلم مصدر العضو الذي يقومون بزراعته، وتكلف المواطن الكثير من الأموال". وتابع: "لدينا إحصاءات كثيرة تؤكد أن أكثر من يقومون بزراعة الأعضاء عن طريق تجار الأعضاء يُتوفون بعد فترة قصيرة، وربما يحملون معهم فيروسات"، مشيراً إلى أن "التبرع في السعودية أسلم بكثير من تجار الخارج"، ومتوقعاً زيادة أعداد المتبرعين حال تفعيل لجنة الشفاعة الحسنة، التي ستساهم في تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى الجمهور. حضر فعاليات الحملة الدكتور الشيخ محمد البيشي رئيس اللجنة الدينية، والدكتور حسان الخناني والدكتور سيد عبدالعزيز من المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وكذلك المدير الطبي لجمعية التبرع بالأعضاء "إيثار" الدكتور شادي أنيس.