قالت الدكتورة تيفانى جنكينز الأكاديمية والكاتبة البريطانية ومديرة برنامج الفنون والمجتمع بمعهد الأفكار إن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية " كاوست" خطوة نحو التنوير في المملكة، حيث يفتح السعوديون عيونهم وعقولهم على أحدث جامعة في العالم ، مشيرة إلى أن العلم والمعرفة سبيل التنمية والتقدم وهو ما ستقوم به " كاوست" فى المجتمع السعودي. وكانت جنكينز قد دعيت لحضور الاحتفال، وكتبت اليوم مقالاً في صحيفة " الصنداى التايمز " البريطانية تتحدث فيه عن الجامعة. وتقول جنكينز: يرى الملك عبدالله أن الجامعة محاولة لاستخدام ثروة النفط في سبيل تنويع اقتصاد المملكة وإعداد السعودية للمنافسة العالمية، وقد أبرز جلالة الملك أهدافه من إنشاء الجامعة وهى إحياء التميز الأكاديمي الإسلامي وإنشاء " منارة للتسامح " وأكد جلالته أنه يرغب أن تقدم السعودية للعالم " الإبتكارات العلمية والتقنية وليس الإرهاب". وتضيف: تعد " كاوست" أحدث جامعات العالم، وتأمل في جذب أذكى العقول العلمية لتتحدى رؤية الغرب للمملكة، الذي يختصر السعودية كلها في النساء اللائي يغطين أنفسهن، أيضاً الجامعة مستقلة ولها مجلس أمناء خاص، وضع لها الملك عبدالله وقفاً قدره 10 مليارات دولار، وقامت شركة أرامكو بالإشراف عليها. وتتساءل الكاتبة : هل يرغب الطلاب الغربيون في الحضور إلى الجامعة ؟ وتقول الكاتبة: إن الجامعة قطعة فريدة في المملكة مقامة على مساحة 9 الآف فدان، والحرم الجامعي بني من زجاج ناعم، وأحجار رائعة محاطة بأشجار النخيل، والفصول مغطاة باللون الذهبي والمعامل بها أحدث وسائل التقنية ومن بينها الكمبيوتر "شاهين" رابع عشر أسرع كمبيوتر في العالم، إلى جانب مبنى سداسي الأبعاد يطابق الحقيقة مخصص لأبحاث الفضاء والجيولوجيا، بالإضافة إلى ذلك تضم الجامعة في عضويتها ألمع الأكاديميين في آسيا وأمريكا وأوربا، وبها حوالي 375 طالباً منهم مائة طالب سعودي والباقين قدموا من حوالي 60 دولة، والتعليم بالجامعة مجاناً تتكفل المملكة بمصروفاته، وبوضوح فان " كاوست" أعلى مؤسسة بحث علمية من حيث السمعة الدولية. وتضيف الكاتبة: إن "كاوست" معهد علمي مختلط ولا يفترض على النساء ارتداء العباءة، ورغم ذلك فالسعوديات اللائي حضرن كن يترتدين لباسهن التقليدي، وهنا لن يدفع أحدا النساء إلى ركن بعيد حيث لا يراهن أحد، فالجمهور كان مختلطاً ، وقد جلست العائلات معاً في مجموعات. وتضيف :" رغم ذلك وفى أثناء الاحتفال كانت السعوديات متجمعات معاً ، وحين أتيح لي التحدث إليهن، كن يتحدثن بجدية وتفاؤل عن المستقبل، قبل أن يعدن إلى الظل، لقد منحتني هذه الرحلة لمحة عن هذا العالم الخاص الشديد التركيب". وتختتم الكاتبة بقولها: يبقى أمر واحد وهو أن العلم والمعرفة سبيل التنمية وهو ما ستقوم به " كاوست" في المجتمع السعودي، وستبقى هذه الجامعة خطوة للتنوير وأتمنى ألا تتحول هذه الواحة إلى سراب.