عاد 400 طالب وطالبة الأسبوع المنصرم للانتظام في مقاعدهم الدراسية ومعامل أبحاثهم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ليبدؤوا فصلهم الدراسي الثاني بعد إجازة قصيرة استمرت نحو 20 يوما كانت فاصلا رائعا بالنسبة لهم بعد نهاية أول فصل دراسي في رحاب "كاوست"، ونجاحهم في التأقلم والاندماج في المجتمع المعرفي الجديد. ويستعيد الطالب بدر البوسعيدي عماني الذي يدرس الماجستير في علم هندسة المواد، مع بداية ثاني فصل دراسي في جامعة الملك عبدالله ذكريات جميلة امتزج فيها الجد والاجتهاد مع السعي المتواصل لتحقيق الأهداف وفق خطة مبنية على الطموح للرقي بكل المستويات. يقول البوسعيدي: "لقد كان هذا الفصل وعلى الرغم من أنه البداية والبداية عادة صعبة مذللا في كل مجال، بحيث لا يشعر أي فرد بالتجربة الأولى لأول جيل تأتي من بعده الأجيال لتشهد النجاحات المتواصلة على هذه الأرض الطيبة، وإنه يتشرف بأن يكون أحد حملة رسالة العلم بهذه الجامعة، وأن يكون اختياره من بين عدد كبير تقدم بطلب الدراسة في (كاوست). ويكشف الطالب العماني أنه وزملاؤه تعاهدوا أن يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق حلم المليك بعد أن تم تجهيزهم بأدوات العلم وتمت إضاءة الدرب لهم لرفع راية العلم، لافتا إلى أن شعور كل طالب في (كاوست) من الشرق كان أو من الغرب هو تقديم أقصى ما لديه في ظل الجو الملائم في جامعة لم ير أحدهم مثلها حسب شهادة زملائه، فهي مزودة بكل معدات العلم الحديث في القرن الحادي والعشرين وهي مفتوحة لكل من لديه الفكر النير والكفاءة المميزة بغض النظر عن جنسه وجنسيته ولونه. جامعة نفتخر بها أما الطالبة منال كلكتاوي سعودية فتؤكد أنها استطاعت مثل كثير من زملائها أن تنهي الفصل الدراسي الماضي بنجاح. وقالت: بما أنني طالبة في مجال علوم الحاسب الآلي، فإنني اتطلع في هذا الفصل الدراسي الثاني لاستخدام الحاسوب العملاق "شاهين" وكافة المختبرات الحديثة المرتبطة بتخصصي ومجالي الدراسي. وفي الجانب الأكاديمي، ترى منال أن (كاوست) جامعة تعد فخرا للمملكة. وتضيف "هذه الجامعة تضع العالم في كف كل سعودي وسعودية، وفي نفس الوقت جمعت عددا كبيرا من العلماء المعروفين عالميا، ووفرت خبراتهم لطلبة مليئين بالشغف المعرفي وتواقين للعلم سواء السعوديين منهم أو الأجانب على حد سواء". وتضيف منال أن "كاوست" وفرت لها تجربة علمية رائعة وعالية المستوى، كما وفرت لها فرصة العيش في مجتمع جميل مليء بالمعارف والعلوم المتعددة والمختلفة. تحد للقدرات ويقول الطالب ريتشارد ديني أمريكي المتخصص في الرياضيات التطبيقية والعلوم الحاسوبية: إن (كاوست) تعني له أكاديميا تحديا عظيما لقدراته، مضيفا أن (كاوست) دفعته للإصرار على العمل بجدية أكبر من أيّ وقت مضى، ويضيف: لقد ساعدتني الدراسة في جامعة الملك عبدالله على تعلم أشياء كثيرة لم يكن باستطاعتي إدراكها إلا بعد التحاقي بهذه الجامعة العملاقة. ويصف ريتشارد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حسب رؤيته الشخصية بأنها منظومة بعيدة المدى، "إنها فرصة للنمو وراء الحدود لبلدي وذهني. لقد أعطتني الفرصة للذهاب إلى أماكن لم أكن لأذهب إليها وأن أعمل أشياء لم يكن باستطاعتي عملها وأن أشاهد أشياء لم أكن لأراها من قبل، وأقابل أناسا لم أعرفهم من قبل، فالعلاقات التي تكونت هنا جعلت التجربة تستحق العناء". فرصة لا تعوض ويصف الدكتور ديفيد كيتشسون أمريكي الأستاذ المساعد في الرياضيات التطبيقية قصة التحاقه بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية قائلا: عرفت عن (كاوست) من خلال الدكتور ديفيد كيز والذي تربطني به معرفة مهنية سابقة.. ديفيد عالم بارز وعندما سمعت أنه سيقود شعبة الرياضيات وعلوم الكمبيوتر في "كاوست" أعجبت بالفكرة وأثارني الموضوع وبدأت في البحث عن مزيد من المعلومات حول هذه الجامعة. وكلما زادت معرفتي عن موارد وأهداف (كاوست) أدركت أنها فرصة لا يمكن أن تعوض. وأضاف كيتشسون المتخصص في التحليل العددي والمعادلات التفاضلية: من المثير جدا أن أشعر أنني أساهم في تخطيط وتحديد شكل مؤسسة علمية أعتقد أنه سيكون لها تأثير كبير على منطقة الشرق الأوسط والعالم على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، مساهمتي كعضو في اللجنة الافتتاحية للمناهج الدراسية في (كاوست) مكنتني من تعديل المناهج الرياضية لتتناسب بطريقة أفضل مع أعضاء هيئة التدريس وأهداف البحث فى (كاوست). وردا على سؤال ماذا تعني (كاوست) شخصيا لأستاذ في علم الرياضيات التطبيقية؟ قال الدكتور ديفيد: (كاوست) تعتبر مغامرة تقع خارج حدودي السابقة ثقافيا وجغرافيا ومهنيا. وأكاديميا أجد أنها فرصة وتحد.. فرصة، لأنه أعطيت لي موارد كبيرة وفرصة التعاون مع العديد من الأشخاص الموهوبين. ويتمثل التحدي في الاستفادة من كل هذه الموارد. الإنجاز والسلام من جهتها.. تقول الدكتورة نيفين خشاب لبنانية الأستاذ المساعد في العلوم والهندسة الكيميائية: إنها تعرفت على (كاوست) عن طريق المنح البحثية التي تقدمها الجامعة للجامعة التي كانت تعمل بها سابقا، جامعة نورث ويسترن في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وردا على سؤال حول شعورها وهي إحدى أوائل هيئة التدريس في الجامعة، تقول نيفين: أشعر كل يوم بأنني أحقق ما أصبو إليه.. إن (كاوست) تعني لي بصفة شخصية الإنجاز والسلام، وتضيف: (كاوست) كمجتمع يعيش جميع أفراده في بيئة مدهشة وحياة اجتماعية ممتازة ومتفاعلة وهي كصرح علمي تجعلني أسعى أن أكون أكثر طموحا أكاديميا سواء في مجال التدريس أو البحث العلمي. واستطيع أن أصف تجربتي مع (كاوست) بالفخر لأني جزء من حلم ملك عظيم. وتضيف خشاب: وبما أن ديننا العظيم يدعو ويحض على طلب العلم فإن المعرفة هي وسيلتنا الرئيسة لجعل حياتنا أفضل. إن أعظم مؤسسي العلوم الرئيسة كانوا من العرب والمسلمين وخرجوا من هذه المنطقة وإنه لشيء رائع أن نعود بهذه المعرفة والحكمة إلى الوطن. دار الحكمة ويقول الطالب إسلام النكيتي مصري إن الالتحاق ب(كاوست) كان حلما ليس فقط بالنسبة له ولزملائه، ولكنه قبل ذلك "كان حلما للملك نفسه". ويؤكد إسلام "حقا يشرفني أن أكون من بين الأشخاص الذين وقع عليهم الاختيار لكي يشاهدوا تحويل الحلم إلى حقيقة"، ويضيف: أن وجود هذه المؤسسة التعليمية العظيمة في السعودية سوف يعيد ريادة العرب والمسلمين في المجالات العلمية وتعود الحضارة الإسلامية للإشعاع ويعود بيت الحكمة الجديد ليشع مرة أخرى، كما سيصبح طلب العلم متوفرا بشكل راق في المنطقة". ويصف الطالب كريستوفر أرمينتا مكسيكي شعوره كأحد الطلبة الأوائل في (كاوست) بأنه شعور مميز جدا، ويقول: "في تقديري هو إحساس مزدوج، من جهة هو إحساس له فائدة عظيمة ولكن ثمنه غال أيضا من حيث الغربة والبعد عن بلدي وأهلي وأصدقائي والدخول في مجتمع وبيئة جديدة. لقد كنت أعلم أنني حين أكون مؤسسا فليست بالمهمة السهلة، غير أن ما استفدته من هذه التجربة كان فريدا من نوعه، إنني أشعر كمن يساعد في رسم تاريخ المملكة".