كشف مدير إدارة تشغيل ومتابعة النظافة بأمانة العاصمة المقدسة، المهندس عاطف الحكمي، ل"سبق" عن لجنة مختصة من إمارة منطقة مكةالمكرمة، تعكف على دراسة متطلبات عمال النظافة، وما يصدر عنهم من مخالفات. وقال الحكمي ل"سبق": إن إدارة النظافة تجاهد بشتى ما لديها من طرق وقنوات لمكافحة التجاوزات التي يقوم بها عمال النظافة بالعمل لحسابهم الخاص، دون الاهتمام بالأعمال الموكلة إليهم بنظافة الأحياء والشوارع العامة والطرقات الفرعية.
ولفت إلى أن هناك توجُّهاً صارماً وحازماً في الوقت ذاته تجاه الأحواش التي يجمع بها عمال النظافة الكراتين الفارغة وعِلب المياه المعدنية والغازية ويبيعونها مقابل مبالغ رمزية، وهو الأمر الذي تسبَّب في إخفاق العمالة التابعة للنظافة في مهامهم؛ لدخولهم في سباق مع الزمن لتجميع أكبر كمية ممكنه؛ لتعود عليهم بأرباح مالية.
وشدَّد الحكمي على أن الشركة المقاولة تتفق على مبدأ عدم حصر أعمال النظافة في جنسية بلد بعينها، غير أن الدول التي تدرس إمكانية استقدام عمالة منها غالبية عمالتها من ذوي الديانات غير المسلمة، وهو ما فرض على الشركة البحث عن بدائل أخرى.
جاء ذلك تجاوباً مع "سبق"، التي شهدت بعد ظُهر اليوم الخميس بمنطقة الحرم المركزية نشوب خلاف بين عدد من عمال النظافة؛ لرغبة كل منهم في الاستحواذ على مجموعة كراتين فارغة لنفسه دون حصول زملائه الآخرين عليها، وتدخلت مجموعة من المارة ومرتادي المسجد الحرام لإنهاء الخلاف بتقسيم تلك الكراتين عليهم.
وقد رصدت عدسة "سبق" حرص العمال على سرعة تحميلهم الكراتين بمركبة النظافة، ومغادرتهم المنطقة، دون أن يرجف لهم جفن حيال الأوساخ المتناثرة على جانبي طرقات المنطقة أو الحاويات التي تكدست بالقاذورات، وهو ما علَّق عليه البعض بقولهم: "لم يعد ذلك غريباً علينا"، مبدين اعتيادهم على تلك المشاهد.
وعلمت "سبق" من مصادرها الخاصة أن الشركة المقاولة تعمل على تصحيح أوضاع العمالة التابعة، وغالبيتهم من بنجلاديش والهند.
لكن اعتياد أبناء الجالية على تنظيم إضراب تجاه كل ما يتم اتخاذه بحقهم نتيجة مخالفاتهم جعل الشركة المقاولة والإدارات المشرفة عليها تتأنى في إيجاد حلول عاجلة، خاصة أن الإضراب الذي طبقه عمال النظافة في الثاني من رمضان الماضي أوقع الشركة المقاولة في حرج مع المواطنين والجهات ذات العلاقة، بعدما غصت شوارع وطرقات وأحياء العاصمة المقدسة بالنفايات وبقايا الأطعمة والنفايات.