دقّت جمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية ناقوس الخطر، بعد تنامي أعداد المصابين بالسكر بالمملكة ووصول النسبة إلى 28 %، داعية في الوقت نفسه إلى تضافر الجهور للحد من هذه الزيادة المطردة بتعاون كافة الجهات وتبني مشروع وطني شامل لمكافحة السمنة والسكري. وكشفت أرقام منظمة الصحة العالمية أن المملكة ثالث دولة في معدلات السمنة في المنطقة بنسبة 35.5 %، كما يوجد بالمملكة نحو 3 ملايين طفل وبالغ سعودي سمين، كما أن هناك 35 – 50 % من سكان المملكة يعانون من زيادة الوزن والسمنة، وأشارت الإحصائيات المعتمدة إلى أن السمنة منتشرة لدى 38 % من الرجال و 44 % من النساء في المملكة. وتوقعت المنظمة بحلول عام 2030م أن يكون هناك أكثر من 500 مليون مصاب بالسكري في العالم بسبب الزيادة في السمنة، موضحة أن 5 ملايين شخص توفي عام 2011م بسبب إصابتهم بمرض السكري. وقال رئيس لجنة التثقيف الصحي بجمعية السكر والغدد الصماء بالمنطقة الشرقية الدكتور باسم فوتا إن السمنة لدى الأطفال تكون أكثر خطورة إذا استمرت معهم مع تقدم العمر, حيث أن 80 % من الأطفال السمينين سيكونون كباراً سمينين. وأوضح خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الجمعية بالخبر بمناسبة اليوم العالمي للسكر الذي وافق أمس الأربعاء 14 نوفمبر، أن 28 % من سكان المملكة مصابون بالسكري و 26 % من المجتمع السعودي يعاني من ارتفاع ضغط الدم و 19 % من ارتفاع نسبة الكولسترول. وحذر من أن السمنة ترتبط ب 28 مرضاً رئيسياً منها السكر وأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان وأمراض الجهاز التنفسي والهضمي والكلى والتناسلي والكبد والعظام والمفاصل والاكتئاب واضطرابات النوم وحصوات المرارة، مبيناً أن مستشفى الولادة والأطفال بالدمام لديه أكثر من 400 طفل مصاب بالسكري. وأشار المدير الطبي بجمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية د.محمد السايس إلى أن أحد مسببات سرطان الثدي وسرطان الكلية وسرطان بطانة الرحم وسرطان القولون المستقيم هي السمنة، لافتاً إلى أن هناك احتمالية كبيرة بإصابة مريضات السكر بسرطان الثدي أكثر بكثير من غير المصابات. ودعت الجمعية بمناسبة يوم السكر العالمي للاستثمار في صحة الأطفال والشباب من خلال تجنيبهم السمنة والمشاكل الصحية المرتبطة بها وذلك من خلال تبني أسلوب حياة صحي وتناول أغذية متوازنة قليلة الدسم وممارسة التمارين الرياضية المنتظمة. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عبدالعزيز التركي إن الجمعية تركز هذا العام على صحة الأطفال والشباب وحمايتهم من السمنة؛ لأنهم معرضون للإصابة بالسكري من النوع الثاني إذا استمرت السمنة معهم أثناء بلوغهم، مطالبا المطاعم السريعة إدخال الأغذية الصحية في قوائم الطعام. وشدد في السياق ذاته على تشجيع الأطفال على تناول الأغذية قليلة الدسم والخضروات واللحوم غير الدسمة والأطعمة غير المقلية، والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو خالية الدسم وتقليل تناول الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة والبسكويتات والشيبس والنقانق والفطائر، وجعل الأطعمة المتوفرة في المقاصف المدرسية صحية واستبعاد الأطعمة غير الصحية، مبدياً أسفه على عدم تنفيذ كثير من التوصيات واتفاقيات تعاون مع جهات حكومية. حضر المؤتمر الصحفي الدكتور عبدالعزيز الملحم عضو مجلس الشورى السابق وعضو مجلس الإدارة والدكتور شادي أنيس من جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء والدكتور أحمد السني رئيس اللجنة العلمية بجمعية السكر.