وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية احتلت السعودية المركز الثالث في أعلى معدلات السمنة في العالم، حيث تصل نسبة السكان الذين يعانون من زيادة في الوزن إلى 35 في المائة. كما جاء نمط المعيشة في المجتمع السعودي وانتشار وسائل الترفيه الحديثة و الجلوس عن القيام بالنشاط البدني ومشاهدة التلفزيون وألعاب الكمبيوتر لفترات طويلة وقلة ممارسة المشي، من أبرز الأسباب لانتشار هذا المرض في المملكة، وترجع خطورة مرض السمنة الأكثر انتشاراً في السعودية في كونها أصبحت أكبر عامل يؤدي إلى الإصابة بالسرطان بدلاً من التدخين. بالأرقام :السمنة الخطر القادم وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة توضح معدلات السمنة بالمملكة إلا أن المعلومات الصادرة عن المركز الجامعي لأبحاث السمنة بجامعة الملك سعود تؤكد أن السمنة ازدادت بمعدلات تصل إلى 23.6 % في النساء و14% في الرجال. بينما بلغت نسبة الزيادة في الوزن 30.7% بين الرجال و28.4% بين النساء مما جعل السمنة تتعدى كونها فقط عيباً جمالياً؛ حيث إنها تزيد من خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري وغيرها من الأمراض الخطيرة. كما حذر موقع "حملة السمنة البريطاني Obesity Campaign UK" من تزايد نسبة السمنة بين السعوديين، والذى أشار إلى أن المملكة ستصبح الضحية التالية للسمنة بعد أن وصلت نسبة زيادة الوزن بين السكان الذكور في السعودية نحو 70%، بينما تجاوزت الأنثى هذا الرقم إلى نسبة 75%. في حين قدر الأكاديمي السعودي الدكتور عايض القحطاني الأستاذ في كلية الطب والمشرف على كرسي علي بن سليمان الشهري لأبحاث السمنة في جامعة الملك سعود معدل السمنة وزيادة الوزن بين المواطنيين السعوديين من الجنسين بأكثر من 70%، وحذر من توقعات تشير إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل بالمملكة مصابون بالسمنة، وأكثر من 36% من سكان المملكة مصابون بمرض البدانة القاتلة؛ الأمر الذي أدى إلى الإصابة بالكثير من الأمراض، منها: أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى زيادة الدهون والكولسترول وحصوات المرارة والسكري، إلى جانب بعض أنواع السرطانات والتهاب وآلام المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض النفسية. وحذرت جمعية السكر والغدد الصماء في السعودية من زيادة نسبة البدانة التي بلغت نحو 70% بين السعوديين رجالاً ونساء، كما جاء في تقارير منظمة الصحة العالمية أن المملكة تتصدر النسبة الأعلى في العالم بمرض السكري من النوع الثاني المرتبط بالسمنة، وعلى الرغم من مجهودات المملكة في مكافحة مرض السمنة والتي لم تدخر جهداً لمواجهة داء السمنة الذي أصبح يصيب الكبير والصغير على حد سواء في المملكة فجاءت موافقة وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين على إنشاء الجمعية الخيرية لمكافحة السمنة (كيل) في منطقة الرياض. كما أطلقت وزارة الصحة السعودية حملات التوعية الصحية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية WHO وبرنامج المدن الصناعية، الذى تندد من خلاله بمخاطر الوجبات السريعة وما تسببه من مشكلات صحية، بالإضافة إلى الحث على ممارسة الرياضة، وفي هذا الصدد أكد عضو مجلس الشورى د.عبد الله العسكر أن هناك توجهاً من الإدارات التنفيذية في الدولة، متمثلة في وزارة التربية والتعليم لإدراج مادة التربية الرياضية كمادة مقررة في مدارس البنات مع رياضات بسيطة تتناسب وقدرات الطالبات والبنية التحتية للمدارس، فيما تتهيأ المدارس مستقبلاً لإعداد صالات رياضية. داء السمنة.. الطريق القصير إلى السرطان تأتي خطورة مرض السمنة بالعديد من الأمراض الخطيرة، حيث أشار الخبراء إلى أن السمنة تسبب ارتفاعاً في حالات الإصابة بسرطان الكلى. ونشرت مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية إحصائيات تظهر أكثر من 9000 حالة في عام 2009، مقارنة مع أقل من 2300 في عام 1975. وتسببت السمنة في زيادة احتمال الإصابة بسرطان الكلى بنسبة 70 في المائة، فيما أدى التدخين إلى زيادة الاحتمال بمقدار 50 في المائة. وقد أكد الخبراء أن السمنة تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الصدر والرحم والأمعاء لأنها تؤدي إلى زيادة معدلات بعض الهرمونات، بالإضافة إلى ارتباطها ببعض أنواع السرطان مثل (سرطان بطانة الرحم، وسرطان الثدي، وسرطان القولون). ذلك بالإضافة إلى ارتباط السمنة بعدة أمراض أخرى منها الأمراض القلبية الوعائية (أمراض القلب والسكتة)، وتمثّل أولى مسبّبات الوفاة على الصعيد العالمي، إذ تفتك بنحو 17 مليون شخص كل عام. وكذلك مرض السكري الذي أصبح وباءً عالمياً وتشير دراسات منظمة الصحة العالمية إلى أن وفيات السكري ستسجل في السنوات العشر القادمة ارتفاعاً تفوق نسبته 50% في جميع أرجاء العالم. وتبيّن الدراسات أنّ ثمة علاقة بين سمنة الطفولة وزيادة احتمال الوفاة المبكّرة والإصابة بحالات العجز في مرحلة الكهولة. حيث أشارت الجمعية السعودية لضغط الدم إلى أن 39% من شباب المملكة معرضون للإصابة بارتفاع ضغط الدم بسبب سوء العادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة وانتشار السمنة، حيث أجري الكشف على 450 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة خلال الحملة، تبين أن 5% منهم مصابون بارتفاع ضغط الدم، وأن غالبيتهم يعانون من السمنة. الوقاية خير من العلاج ولأن دائماً الصحة تاج على رؤوس الأصحاء فإن الوقاية خير من العلاج، كما يقول تيم إيسن، المتخصص في أبحاث سرطان الكلى بمؤسسة أبحاث السرطان البريطانية: "إنه من الأفضل منع وقوع المشكلة من الأساس، والحفاظ على الوزن الصحي"، وهو ما أكدته سارة هيوم، مديرة المعلومات بمؤسسة أبحاث السرطان البريطانية من أن "قليلين جداً هم الذين يعرفون الاحتمال الكبير للإصابة بالسرطان بسبب الزيادة في الوزن". كما ينصح خبراء التغذية بالتوازن الغذائي مع الجسم والنشاط الحركي. بالإضافة إلى زيادة تناول الخضر والفواكه والبقول، والحبوب، واستخدام الأساليب الصحية في الطهي والاعتماد على الطهي من دون زيت، مثل سلق الطعام أو إعداده باستخدام البخار، مع إضافة بعض التوابل للحصول على المزيد من الطعم الغني والنكهة المميزة.