أعلنت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، وهي شركة عالمية رائدة في مجالي البترول والكيماويات، تأسيس شركة أرامكو آسيا وافتتاح مقرها الإقليمي في العاصمة الصينية بكين، لتعزز بذلك وجودها في واحدة من أسرع المناطق نمواً في العالم، وذلك في خطوة أخرى تبرهن على الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها منطقة آسيا لدى الشركة. وستكون شركة أرامكو آسيا، وهي شركة تمتلكها أرامكو السعودية بالكامل وتتخذ من العاصمة الصينية بكين مقراً لها، وسيطًاً للتعامل التجاري بين أرامكو السعودية والصين، كما سيكون لها مقرّان مساندان في كلٍ من شنغهاي وزيامين، إضافة لمقرها الإقليمي. وفي حفل الافتتاح الذي أقيم أمس الإثنين في العاصمة الصينية بكين، أكد عبد الرحمن فهد الوهيب، النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق، أن "مقر الشركة الجديد في بكين سيكون ركيزة مهمة في تعزيز عملياتها بشكل عام وبالذات نشاطات الاستثمار والفرص التجارية الأخرى التي تنشأ عن المشاريع الكبرى في المملكة العربية السعودية وقارة آسيا. فالمملكة منفتحة للعمل مع الشركات الصينية وغيرها من الشركات الأخرى في منطقة آسيا، حيث توجد فرص هائلة في الكثير من القطاعات". وستشمل أعمال الشركة الجديدة تقديم الدعم لتسويق الزيت الخام والكيماويات، والتنسيق بين المشاريع المشتركة، وتوريد المواد، وخدمات التفتيش والمعاينة، والبحث والتطوير، وإدارة المشاريع، وتطوير الموارد البشرية، والاتصالات في المنطقة بأسرها. وقال دواد محمد الداود، نائب الرئيس للتسويق والتوريد وتنسيق المشاريع المشتركة، الذي قاد فريق أرامكو السعودية المؤسس لشركة أرامكو آسيا: "تضم شركة أرامكو آسيا جميع أعمال أرامكو السعودية التجارية في هذه المنطقة ذات النمو الاقتصادي المتسارع في كيان واحد، وستتوحد هذه الأعمال مع بعضها بعضا من أجل تحقيق رؤية أرامكو السعودية واستراتيجيتها في آسيا". وأضاف: "ستلعب هذه الشركة الوليدة دوراً مهماً وستشكل قاعدة راسخة تسهم، بإذن الله، في نجاح مبادرة التحول الإستراتيجي في أرامكو السعودية لتعزز موقعها كواحدةٍ من أكبر الشركات الرائدة في قطاعي الطاقة والكيماويات في العالم بحلول عام 2020م". أما رئيس شركة أرامكو آسيا، الأستاذ سليمان أبابطين، فقد أكّد في كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح أن "شركة أرامكو آسيا ستقدم سلسلة متكاملة من الخدمات والموارد اللازمة للتعامل مع المشاريع الضخمة وإدارتها بين أرامكو السعودية وشركائها والشركات الأخرى في الصين بصفة خاصة، وفي منطقة آسيا بصفة عامة". وحضر حفل الافتتاح أكثر من 300 شخص، من بينهم مسؤولون في الحكومة الصينية، وعددٌ من سفراء الدول المعتمدين في جمهورية الصين الشعبية، وكبار الإداريين التنفيذيين في الشركات العاملة في مجال الطاقة، وخبراء وباحثون في مجال الطاقة من المؤسسات والمعاهد الأكاديمية الصينية، إلى جانب شركاء أرامكو السعودية وأرامكو آسيا على المدى الطويل. وترعى شركة أرامكو آسيا في الوقت الراهن المصالح المتعلقة بمشروعين مشتركين في جمهورية الصين الشعبية، وهما شركة فوجيان للتكرير والبتروكيماويات، وشركة ساينوبك سنمي للبترول المحدودة، واللتان تقعان في الجزء الجنوبي الشرقي من إقليم فوجيان الصيني. وإضافة إلى ذلك، فإن شركة أرامكو آسيا تستعد لبيع المنتجات الكيميائية من شركة فوجيان للتكرير والبتروكيماويات للاستفادة من سوق الكيماويات في الصين، وهي خطوة تتماشي مع هدف أرامكو السعودية المتمثل في أن تصبح شركة رائدة عالمياً في مجال التكرير والكيماويات بحلول عام 2020م.