أكد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن ما يتحقق سنوياً في أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن وأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة حتى عودتهم إلى ديارهم، هو بفضل الله أولاً، ثم اهتمام وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لتقديم أفضل وأرقى الخدمات للحجاج، كان لهما أكبر الأثر في بلوغ ما تحقق من إنجازات، وأشاد بعناية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء زير الدفاع، لافتاً النظر إلى أهمية المشاريع الضخمة التي نفذتها الدولة وتضافر جهود الجهات الحكومية وجميع العاملين في الميدان في سبيل تطوير وتعزيز الخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام لتسهيل أمورهم وتوفير احتياجاتهم. جاء ذلك حلال ترؤس الأمير خالد الفيصل اليوم اجتماع لجنة الحج المركزية في ديوان الإمارة بمكةالمكرمة,وأوضح أمير منطقة مكةالمكرمة أن اجتماع لجنة الحج المركزية سنوياً في مثل هذه الفترة بعد نهاية موسم الحج، لمراجعة التقارير والإطلاع على ما تحقق من إيجابيات لتعزيزها وتطويرها، فضلاً عن ما تم رصده من ملاحظات وسلبيات للعمل على معالجتها منذ وقت مبكر بما يضمن عدم تكرارها، مشيراً إلى أن لجنة الحج المركزية ولجنتها التحضيرية ستواصل اجتماعاتها الدورية على مدار العام لمتابعة تنفيذ كافة المشاريع والإجراءات، وبحث كافة المستجدات لرفع مستوى الأداء، حيث سيتم تشكيل لجان فرعية إدارية وميدانية لمتابعة ما يتم تنفيذه والرفع بالتقارير اللازمة أولاً بأول، لتحقيق التنسيق الكامل في العمل بين الجهات الحكومية، وصولاً إلى تذليل أي عقبات في التنفيذ.
وطالب أمير منطقة مكة كل جهة معينة بخدمة ضيوف الرحمن مراجعة خططها وآليات عملها وتحديثها باستمرار، لتحقيق النتائج المرجوة والأهداف المطلوبة، فضلاً عن التنسيق المتواصل مع الجهات الأخرى لتحقيق ذلك.
وتضمن اجتماع لجنة الحج المركزية 4ملفات رئيسة، هي: استعراض إحصائية أعداد الحجاج المغادرين، أبرز إيجابيات موسم حج عام 1433ه، أبرز سلبيات وملاحظات موسم حج 1433ه، الاستعداد لموسم الحج 1434ه.
واستعرض وكيل وزارة الحج الدكتور عيسى رواس إحصائية أعداد الحجاج المغادرين للملكة حتى يوم أمس حيث بلغوا 938 ألف حاج، غادر منهم نحو ما يزيد عن 655 ألف حاج عبر مطار الملك عبرالعزيز بجدة، فيما البقية من مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة وميناء جدة الإسلامي.
كما تناول الاجتماع التقارير التي رصدت أبرز الإيجابيات في موسم الحج 1433ه، من بينها: خلو الحج من الأمراض الوبائية والحوادث الكبيرة، توفر عموم الخدمات الأساسية للحجاج في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وعدم حدوث انقطاعات أو أعطال في المياه والكهرباء وقلة الشكاوى المسجلة في ذلك، انسيابية آلية استقبال وقدوم الحجاج عبر المنافذ خصوصاً مطار الملك عبدالعزيز بجدة، مساهمة مشاريع الأنفاق الجديدة في توزيع كثافة الحجاج على جسر الجمرات ومن ثم تدفقهم للرمي، إصدار التراخيص اللازمة لمباني إسكان الحجاج ومنذ وقت باكر لعدد يفوق على مليوني حاج بعد التأكد من استكمال شروط السلامة والبناء، ارتفاع مستوى تنظيم نقل الحجاج بالحافلات لأداء الصلوات في المسجد الحرام وداخل مكة، سهولة حركة المركبات في نقاط الفرز واختفاء ظاهرة ارتداد الحركة فيها لمسافات طويلة، الاستفادة الجزئية من مشروع توسعة الملك عبدالله للمسجد الحرام لاستيعاب المصلين.
واستعرض اجتماع لجنة الحج المركزية تقارير أبرز السلبيات، ومنها: زيادة أعداد الحجاج غير النظاميين وعبورهم نقاط الفرز على الأقدام وافتراشهم الطرق والساحات المؤدية للمشاعر المقدسة والمسجد الحرام، وتسببهم في تعطيل تقديم الخدمات المعدة للحجاج النظاميين بالمستوى والكفاءة المطلوبة.
وأكد التقرير أن الحجاج غير النظاميين أسهموا في تردي أوضاع النظافة في منطقة المشاعر المقدسة، على الرغم من التحسن النسبي الذي شهدته مقارنة بالأعوام الماضية، كما تسببوا في مزاحمة الحجاج النظاميين بالحصول على الخدمات المعدة لهم مثل مياه الشرب ودورات المياه في جسر الجمرات والممرات المؤدية، وصولاً إلى تسببهم في الازدحام المروري الشديد وارتداد المركبات خلال النفرة وافتراشهم واختلاطهم بالحافلات أثناء سيرهم.
ورصد التقرير أيضاً من الظواهر السلبية التي سجلت في موسم هذا العام، انتشار ظاهرة التسول والباعة الجائلين والبسطات العشوائية وبيع المأكولات غير الخاضعة لأي إشراف بيئي أو وقائي، فضلاً عن انتشار الدراجات النارية على مداخل ومخارج منطقة المشاعر المقدسة، خصوصاً في مشعر منى، وهي دراجات استخدمت في نقل الحجاج غير النظاميين.
وناقش الاجتماع أهم الإجراءات والمشاريع المطلوب تنفيذها لموسم حج العام 1433ه والتي من شأنها أن تسهم في تحسين ورفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ووضع الخطط وجدول العمل التنفيذي لإنجازها قبل بدء الموسم، ومن أبرزها: تطوير آليات وإجراءات موقع فرز المركبات والحجاج على مداخل مكةالمكرمة، تنفيذ المرحلة الرابعة من نظام النقل بالرحلات الترددية، تطوير الطرق والمواقف ومواقع نزول الحجاج في مشعر مزدلفة، استكمال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع دورات المياه في المشاعر المقدسة، تسوية مسطحات إضافية جديدة في منطقة المشاعر وتهيئتها وتجهيزها لمخيمات الحجاج، تطوير طرق المشاة والمركبات التي تربط المشاعر المقدسة، تطوير النظافة في منطقة المشاعر، ومراجعة ظاهرة ارتفاع أسعار حملات الحجاج، وتطوير الإطعام الخيري في منطقة المشاعر للحد من التشجيع على الافتراش وسوء النظافة وهدر النعمة.