أكّد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ صالح بن محمد آل طالب، أن الحج موسمٌ روحاني نشر بين المسلمين حقيقة العبادة طاعةً واستجابةً لنداء الرحمن واستسلاماً لشرعه وأحكامه، مبيناً أنه من الخطأ طلب حج مرفهٍ أو التذمُّر من مشقةٍ يلقاها مَن لم يتعود المشاق؛ مشيراً إلى أن قول الله تعالى "وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس". وأوضح أن البساطة والتخلي عن الرفاهية من مقاصد الحج، "فيها التربية والعبودية والتواضع والمساواة عند الضراعة بين يدي الله، وفي ذلك أيضاً تربية للمسلمين بأن يكونوا رحمة على إخوانهم، متواضعين لهم، قائمين على مصالحهم، بعيداً عن الأنانية والأثرة، فضلاً عن التقصير في حقهم، أو الإخلال بما أنيطوا به من واجبهم". وقال إن "من مشاهد الحج أن الله تعالى أحاطه بالرعاية والحفظ، وأسبغ على حجاج بيته الأمن والطمأنينة في أيام يضطرب فيها العالم كما تضرم نار الحروب في بقاع شتى، ولسنا بمنأى عن الحساد والمعتدين، ولكن الله تعالى هو لطف وأمن وستر وعافى وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً، وسخّر لهذا البلد حماة صادقين حفظ الله بهم العباد والبلاد، فلله الحمد والشكر، وله الثناء الحسن، إنها نعمة تستوجب الذكر والشكر والتنبيه تحدثاً بنعمة الله تعالى وشكراً له وحمداً".