تنتظر أسرة السجين المحكوم عليه بالقصاص "توفيق المطرفي" مد يد العون؛ حتى يستفيق من الكابوس المرعب الذي هو فيه؛ حيث إن عتق رقبته مشروط بدفع ديّة بلغت 18 مليون ريال. أما ابنة المطرفي فعندما أبصرتْ الدنيا منذ أربع سنوات شعرتْ بالبرودة، وجفاء العالم من حولها، وانطلقتْ صيحاتها تستغيث بذوي القلوب الرحيمة، ولسان حالها يسأل في براءة: أين سندي وعائلي الذي أستمد منه وجودي وقوتي في الحياة؟ تلك هي حال ابنة السجين المحكوم عليه بالقصاص "توفيق المطرفي". أما والده "هلال المطرفي" فبصوت ممزوج بالألم تحدث ل"سبق" قائلاً: "ابني موقوف في سجن مكة منذ ثلاث سنوات؛ حيث شاءت إرادة الله أن يرتكب جريمة قتل خطأ، ولا ندري حتى الآن كيف حدث ذلك". وأعرب الوالد عن أسفه لعجزه عن سداد المبلغ المطلوب، وقال: "اشترط علينا أهل القتيل دفع دية قدرها 20 مليوناً لإنقاذ رقبة ابني، استطعنا تدبير مليونَيْ ريال فقط، والباقي 18 مليون ريال، لا ندري كيف نستطيع سدادها؟". وتابع المطرفي حديثه: "للأسف (أم توفيق) تعاني حالة نفسية سيئة؛ افتقدت معنى الحياة، بل تتمنى الموت لولا خشية الله، في أوقات السحر أستمع إلى بكائها يمتزج بالدعاء، وتهفو إلى لقاء ابنها قبل أن تُوارى الثرى". ووصف حالها قائلاً: "كابوس رهيب وشعور باليأس يسكنها، ودائماً تتضرع إلى الله أن يفك أسر ابنها الشاب؛ حتى تسري الدماء في شرايين أيامها، سنوات عجاف عاشتها، وصورة ابنها لم تفارق مخيلتها، فتتذكره مع شروق الشمس، مع صلاة الفجر، وتحتضن ملابسه، يقتلها الشوق إلى أنفاسه ونظراته الحانية". وبكل أسى تابع: "تركض الأيام ونحن عاجزون، وأيام السجن تطحن نفسية ابني، الذي يتمنى أن يرتمي في أحضان أمه، ويشعر بالأبوة عندما يلامس أنامل ابنته الصغيرة". مشيرا إلى سؤال ابنته الدائم عنه، وقال: "عندما تشاهدني حفيدتي تهرول إلى حضني، وتتشبث بي متسائلة: وين أبوي يا جدي؟"، مبيّنا أنها زارته مرة واحدة فقط طيلة الأعوام الثلاثة الماضية. وأردف قائلاً: "حفيدتي زهرة بريئة، شحب لونها؛ فعجزت قبل الأوان.. تقترب من جدتها أثناء سجودها، وتسكن حضنها، وتحاكيها، فترفع يديها إلى السماء وتردد في براءة: يا رب. وعندما تلمسها جدتها تشعر بأنفاسها، فتُقبل جبينها، وتلملم حفيدتها الحزن عنها، وتمسح دمعة غالية من عيون الجدة الحنونة".