للمرة الثانية خلال ربع قرن تقريباً يتعرض كتاب "ألف ليلة وليلة" لاتهامات كادت تطيح به وتزج به في غياهب الظلام بعد أن صدر حكم ببراءته من تهم ازدراء الدين الإسلامي وخدش الحياء العام، بعد أن حاولت رابطة "محامون بلا قيود" إدانته عبر بلاغ للنائب العام في مصر يتهم الكتاب بتلك الاتهامات. فقد قرر النائب العام في مصر، المستشار عبد المجيد محمود، حفظ البلاغات المقدمة ضد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعض العاملين بالهيئة بسبب إعادة طباعة ونشر مؤلف "ألف ليلة وليلة"، والذي أشار المبلغون إلى أنه يحوي العديد من العبارات التي من شأنها ازدراء الدين الإسلامي وخدش الحياء العام، وكذلك الدعوة إلى الفجور والفسق وإشاعة الفاحشة. وانتهت النيابة إلى حفظ التحقيقات لعدم توافر أركان جرائم استغلال الدين في الترويج للأفكار المتطرفة وازدراء الأديان السماوية وإثارة الفتن، وفقاً لما نقله موقع أخبار مصر. وأوضحت النيابة أن "هذا المؤلف خليق بأن يكون موضوعاً صالحاً للبحث المنتج والدرس الخصب لكونه من قبيل الأدب الشعبي ومكوناً أصيلاً من مكونات الثقافة العامة، وأنه كان مصدراً للعديد من الأعمال الفنية الرائعة، واستقى منه كبار الأدباء مصدراً لروائعهم". وأوضح الموقع أن رابطة "محامون بلا قيود" كانت قد قدمت في 17 أبريل 2010، بلاغاً للنائب العام بمصر يتهم الكتاب بأنه "يخدش الحياء العام" إضافة إلى احتوائه على حوارات تزدري الأديان، وطالب البلاغ بالتحقيق مع رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الذخائر التابعة للهيئة، جمال الغيطاني، بسبب طباعة السلسة لكتاب "ألف ليلة وليلة"، بصفتهم المسؤولين عن نشر الكتاب والتحفظ عليه بعد أن أعادت نشره الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة. ولكن الهيئة ردت في بيان أن هذا الكتاب "عمل تراثي إنساني لا تجوز مصادرته أو حذف أجزاء منه" وأعلنت عن إعادة طبعه بعد نفاد الطبعة التي طرحت في الآونة الأخيرة. وكانت إدارة الاستئناف بمحكمة شمال القاهرة قد أصدرت في 30 يناير عام 1986 حكماً يقضي بعدم مصادرة سلسلة "ألف ليلة وليلة" واعتبارها أشهر تعبير عن الأدب الشعبي العربي والإسلامي، ووصفها بأنها خلبت عقول الأجيال في الشرق والغرب قروناً طويلة.