توفي الدبلوماسي السويدي الشهير "محمد كنوت يوهان بارنستروم" مترجم "معاني القرآن إلى السويدية" عن عمر يناهز 89 سنة. فيما عم الحزن الأقلية المسلمة لدى تلقيها الخبر بتاريخ 21 أكتوبر 2009م. وقد ترجم الدبلوماسي السويدي القرآن من لغته الأصلية "العربية" إلى اللغة "السويدية" على خلاف سائر الترجمات السابقة التي اعتمدت على النسخ الإنجليزية أو اللاتينية مما جعل منها ترجمات ركيكة ومحشوة بالكثير من الشبهات ودسائس المستشرقين. وحظيت هذه الترجمة التي طرحت في الأسواق سنة 1998م بالقبول، وكان لها دور كبير في تعريف المجتمع السويدي بالقرآن الكريم وأسهمت في تقريب أفهام السويديين والمسلمين من المعاني الحقيقية التي تحويها صور وآيات القرآن الكريم. وتعتبر هذه الترجمة أقرب ترجمة إلى الصّحة والأكثر تداولاً في المرافق الدينية والثقافية والأكاديمية والأكثر مبيعاً في الأسواق. وقد روجعت ونقحت واعتمدت في مجمع الملك فهد للقرآن الكريم بالمدينة المنورة. ولد "محمد كنوت بارنستروم" في السويد بتاريخ 22 أكتوبر 1919م، وعمل لسنوات عديدة بوزارة الخارجية السويدية، ليقضي في العمل الدبلوماسي 46 عاماً. وكان سفيراً لبلاده في عدة دول كإسبانيا وفرنسا وروسيا وأمريكا والبرازيل وكولمبيا وفنزويلا، ثم شاءت مشيئة الله أن يعين سفيراً لبلاده في المغرب في الفترة من سنة 1976 إلى 1983 لتكون بداية تعرفه على الإسلام. وأعلن إسلامه سنة 1986 وأسمى نفسه ب "محمد" وتبين أنه قد اعتنق الإسلام في فترة وجوده في المغرب سفيراً للسويد، لكنه فضّل كتمان ذلك إلى غاية إنهاء وظيفته الدبلوماسية. وكان "محمد بارنستروم" شغوفاً بالتعرف على الثقافات الأخرى وتعلم اللغات وكان واسع الاطلاع ومحباً للعلم والمعرفة، وكان يكثر من ترداد المثل العربي: (إنما الأمم بوجود ثقافتها، وأمة بدون ثقافة أمة لا وجود لها). كما نشط في مجال حقوق الإنسان ومكافحة التمييز والإضطهاد. عكف "محمد بارنستروم" في سنواته الأخيرة على ترجمة كتاب "صحيح مسلم" وكان يكثر من دعاء الله تعالى أن يمدّ في أجله ليتم ترجمة هذا الكتاب. وبالرغم من شهرة "بارنستروم" وشهرة كتابه "معاني القرآن الكريم بالسويدية"، لم يحظ بأي تغطية إعلامية أو صحفية في وسائل الإعلام السويدية، باستثناء مقال صغير كتبه ونشره أحد زملائه القدامى في جريدة الداجنس نيهاتر بتاريخ 22 أكتوبر 2009م.