اهتمت إدارة المرور مؤخرا بالبحث عن أفضل الطرق لانسيابية وسهولة مرور السيارات وتجنب الازدحام والوقوف وربما الانتظار الطويل عند الإشارات الضوئية المرورية، وذلك بإلغاء الإشارات والتقاطعات وهذا لا شك فيه خطوة إيجابية ساعدت على انسيابية الحركة المرورية واختصار الوقت لكن هذا وللأسف تم على حساب مرور المشاة فأصبح من الصعوبة جدا عبور المشاة وسلبنا حقا مهما وواضحا من حقوق المشاة دون إيجاد البدائل المناسبة قبل تنفيذ هذا الإجراء وكلنا يعرف ويلاحظ أن كثيرا من أنظمة المرور تلزم بوضع خطوط بيضاء على الطريق وهي تعني وقوف السيارات إجباريا في حالة وجود مارة يقتربون من عبور الطريق. فالمشاة لهم الأحقية والأسبقية في العبور قبل السيارات كما وضعت لهم لوحات خاصة تشير إلى عبور مشاة وأيضا إشارات ضوئية خاصة بهم تعطيهم الحق بالمرور الآمن بل أنك في السويد لا تتفاجأ من وجود أجهزة خاصة تصدر أصواتا لغير المبصرين في ممرات المشاة وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا المشاة خط أحمر لا يمكن التعدي عليهم أو سلب حقوقهم كما أنه عند أعمال البناء يتم إلزام المقاول بتجهيز ممر آمن وفق أعلى درجات السلامة وعندنا وللأسف قد لا تجد ذلك ولا تجد تحرير مخالفات لمن لا يحترم المشاة بل أن مدننا وشوارعنا مصممة للسيارات فقط وليس للناس والمارة والماشي عندما يعبر الشارع يعتبر مغامرا وفي خطر شبه أكيد أمام شبح سرعة السيارات المخيف وعلى سبيل المثال في شوارعنا في جدة مثل شارع الأمير ماجد (السبعين) والأندلس وفلسطين وطريق الملك عبدالعزيز تزايدت حالات الدهس مؤخرا نتيجة عدم وجود البدائل بعد تحرير الإشارات فالحاجة ماسة جدا إلى جسور وأنفاق ومصاعد متطورة وأرصفة خاصة لخدمة المشاة وإعادة حقهم المسلوب ولابد من وضع قواعد ووسائل السلامة والمعايير الآمنة لهم والمطلوب من الأمانات والبلديات وإدارات المرور حفظ حقوق ومتطلبات الناس في الطرقات وربما نحتاج إلى جمعية حقوق المشاة وحتى تنشأ هذه الجمعية آمل من جمعية حقوق الإنسان أخذ زمام المبادرة بالتدخل السريع واستعادة الحق المسلوب. فضحايا الطريق أصبحوا كثرا وسلامة المشاة مسؤولية الجميع.