لا صوت يعلو على صوت المنتخب ولا حلم يدغدغ مشاعرنا مثل دغدغة حلم المشاركة في كأس العالم 2018، بالتالي علينا كأفراد منظومة رياضية أن نساهم سويا في صناعة الأمل بتحقيق ذلك الحلم الذي طال انتظاره. دائما ما نضع لأنفسنا كالإعلاميين أدوارا ليست أدوارنا ومهمات لا نملك أسرارها، فهناك من يتقمص دور المدرب والمحلل والحكم، وأحيانا تجده مشجعا كله من أجل عيون أنديتنا وألوانها البراقة، ويمرره بحجة النقد والمهنية التي تجيز لنا مالا تجيز لغيرنا وسط ملامة من الجميع. لذا لا يمنع اليوم أن نمارس بعض تلك الأدوار لدعم وتشجيع المنتخب ولكن هذه المرة من أجل عيون الوطن وعندها ستصفق لك المهنية وينحني لك الانتماء دون ملامة ولا ازدراء من أحد. نعم نحن اليوم مطالبون بإغلاق جميع الملفات الشائكة وترحيلها إلى وقت آخر والتفرغ لمساندة ومؤازرة الأخضر الذي سيخوض واحدة من أهم وأصعب النزالات القارية والتي سيخلدها التاريخ الرياضي لأبناء هذا الجيل فيما لو نجحوا في اجتيازها. فمنازلة أستراليا بطلة أكبر قارات العالم يعد منعطفا مهما ومؤثرا في مسيرة كرة القدم السعودية، فأما أن تكون نافذة لرؤية العالم الجميل لكرة القدم, أو تكون مقبرة لجيل كامل من لاعبي كرة القدم فشلوا في ترك بصمة يذكرهم بها الأجيال القادمة. ندرك تماما بأن المهمة ليست سهلة ولكن أيضا ليست مستحيلة حتى وإن كنا نفتقر إلى أوراق التفوق الميداني والأدوات الفنية التي تساعدك على اصطياد الكنغر الأسترالي في الجوهرة. ولكن لا يجعلنا ذلك أن نرمي المنديل بسهولة، فالمنتخب الأسترالي ليس بعبعا، فهو ليس ألمانيا ولا البرازيل كما أن سبق لمنتخبات أقل من منتخبنا فازت عليه في عقر داره. فكل ما علينا أن نؤمن بأن الفوز ممكن، وأن نثق في عملنا، والعمل على التهيئة النفسية للاعبين، وغرس روح التحدي لديهم، واستحضار العزيمة والتركيز والاجتهاد، وقبل ذلك اللعب وفق الإمكانات المتاحة، ومعرفة الخصم جيدا، والاستفادة من الظروف المناخية التي قد تلعب معك لتحقيق الهدف الأهم من المواجهة وهو الثلاث النقاط لتعزيز موقعنا في صدارة المجموعة الذي لاشك أن تحقق سيمنحنا دفعة معنوية وفنية تذهب بنا بعيدا، كونه لدى منتخبنا رصيد نقطي «ممتاز» يساعده على الثبات والاستمرارية في الصدارة نحو التأهل. وقفة لا يمكن أن تستعيد زعامة القارة ما لم تتغلب على كبارها.. ولا يمكن تحقيق ذلك ما لم تثبت جدارتك بذلك.